إن الكاتب بيل بتن هو أب لستة أولاد وجِدٌّ لأكثر من 20 حفيدًا. وهو في عمر الشباب حاليًّا، 82 سنة. وقد عمل معلمًا في المدرسة ومصممًا للمنتجات ومفكرًا وفيلسوفًا لمدى الحياة. ويستمتع بيل الآن بكتابة أفكاره ونصائحه للشباب.

عندما كنت صغيرًا أرسلني والداي إلى مدرسة الأحد رغم أنهما لم يعتادا الذهاب إلى أي كنيسة. فقد كانا يريدان أن أعرف يسوع المسيح، رغم أنه لم يكن يوجد أي كلام ديني في بيتنا عدا صلاة ما قبل النوم. وعندما بلغت سن الرابعة عشر أكملتُ مدرسة الأحد وسألوني فيما إذا كنت أود الانضمام إلى الكنيسة. فقررت عكس ذلك. فلم يكن لي أي علاقة بأي كنيسة لغاية ما بعد زواجي في سن 23.

وفي نهاية الثلاثينيات، صار أبي صاحب مصلحة عمل صغيرة ومتعهد بناء في مدينتنا. وسأله مرة أحد معارفه في المصلحة عن أي كنيسة كان ينتمي إليها، فأجابهم: «الكنيسة التي تجتمع 7 أيام في الأسبوع.» وأنا أيضًا أنتمي الآن إلى تلك الكنيسة، ولكنني احتجت إلى سنين طوال إلى أن وجدتها.

إنَّ الكنيسة التي تجتمع 7 أيام في الأسبوع مؤسسة على روح محبة الله، تلك المحبة الإلهية التي كابدت العذاب من أجل البشر كما ظهرت في حياة ورأفة يسوع المسيح. ويخبرنا العهد الجديد (أي الإنجيل) بذلك. ولكن للأسف، يريد الكثير من الناس أن يعيشوا وفقًا لحرف الكلمة الإلهية وليس وفقًا لروح الكلمة الإلهية، أي الروح القدس. فهذا الروح الصالح يخبرني بأنني خاطئ بحسب الطبيعة، ولكن محبة الله، التي ظهرت لنا بالمسيح تقدر أن تشفيني وتخلصني من تلك الطبيعة الخاطئة.

وهذا الخلاص هو ليس حدثًا واحدًا لكي «أخلص» وينتهي الأمر. فهو صراع يومي، ويحتاج إلى اتخاذ قرارات صائبة يومية، والتفكير والعمل في ظل روح محبة الله لجميع البشر. فيجب عليَّ أن أخدم أخي الإنسان وأحبه. ويجب عليَّ أيضا أن أحب نعمة الله بشأن الطبيعة والأرض التي خلقهما الله تعالى، وأتقاسم مع الآخرين بلا أنانية. فتصرفاتي اليومية وأعمالي هي التي ستبين فيما إذا كنتُ أنا «مُخَلّصا» أو «غير مُخَلَّص.» وكما قيل: «المثال الحسن يساوي ألف كلمة.»

مَنْ هو قريبي الذي أوصاني به يسوع المسيح لأحبه مثل نفسي؟ نحن نعلم بأن في هذا العالم المعاصر الذي يتسم بالاتصالات العالمية الفورية والنقليات السريعة جدًا قد صرنا كلنا أقارب على هذه الأرض. وفي نظر المسيحي فهذا معناه أنه يجب عليه أن يطرح عنه شتى أنواع التعصب العشائري أو القومي أو العرقي أو الاستغلال الاقتصادي لجميع الناس. فيجب عليَّ أن أعمل لتوفير فرص الحياة المختلفة للآخرين مثلما أريدها لنفسي. والمقصود بالفرص هنا هو أساسيات الحياة وليس البذخ والترف.

عندما يوصينا يسوع المسيح بوصية: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ» (لوقا 6: 27) فإنها أصعب وصية لي من بين جميع وصاياه. لأنها بعكس طبيعتي البشرية تمامًا. ولا يمكن العمل بها إلاَّ بعون الله. وأنا أحصل على هذا العون بالصلاة لله، وبعون جسد المسيح، أيْ الكنيسة، أيْ إخواني وأخواتي في المسيح الذين يعرفونني ويؤازرونني بما هو متوافق مع مشيئة الله. وهم يحذروني أيضًا من آرائي وأعمالي الأنانية.

إنَّ كنيسة المسيح ليست بناية. فكنيسته المقدسة هي تجمُّع للمؤمنين «العاملين» بمشيئته في روح محبة الله. فهذا هو «جسد» المسيح مثلما كان دائمًا هكذا.

بعض المسيحيين يُعشِّرُونَ لدعم كنيستهم. فيدفعون 10% من مدخولهم. والبعض يدفع أكثر، ولكن يسوع يطلب 100% من تلاميذه. فتأمَّل ما قاله الرب يسوع عن «فلسي الأرملة» بالمقارنة مع التقدمة الكبيرة للرجل الغني (مرقس 12: 42–44). ولكن يريد يسوع المسيح من أتباعه أن يسلِّموا شيئًا أكثر بكثير من المال لدعم جسده، أيْ لدعم مجتمع الكنيسة. فهو يريد أن تكون إرادتنا ومواقفنا وأفعالنا مطيعة لوصاياه. فهو يريدنا أن يحمل بعضنا أعباء بعض، ويقاسم بعضنا أفراح بعض.

وماذا يخبرنا الرب يسوع بوجوب عمله؟ لقد قال: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.» (متى 16: 24–25) وقال أيضًا: «اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي.» (مرقس 10: 21) وتتطلب هذه التصريحات التخلي عن أنفسنا بكليتها وعن كل ما نملك في سبيل إتباع الرب يسوع. فهذه مطالب تحتاج تقديم 100%.

فإذا ألزمت نفسك بالانضمام مع الآخرين في الجهود المبذولة في اتباع وصايا الرب يسوع فستجد نفسك في «الكنيسة التي تجتمع 7 أيام في الأسبوع.» فهناك ستتلقى دائمًا أكثر مما ستعطي. وسيهبك الله بكرمه العظيم إخوة وأخوات كثيرين في عائلته المقدسة. وستنال معنى وهدفًا وسلام القلب الذي «يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ.» (فيلبي 4: 7)