يا لها من كارثة طبيعية، تلك التي أصابت تركيا وسوريا، التي راح ضحيتها الآلاف من الذين فقدوا حياتهم، ومن الذين أصيبوا بجراح، ومن الذين تضرروا ماديًّا.
ويا لهول هذه الكارثة حيث يعجز اللسان عن الكلام. فإنها تؤلم القلب خصوصًا عندما نرى الأطفال أيضًا في وسط هذه الفاجعة. فإنَّ مثل هذه الكوارث المهولة يقف أمامها الإنسان عاجزًا فعلاً. غير أن الكثير من الدول والجمعيات الإنسانية تحرَّكت وسارعت إلى إمداد يد المعونة بشتى أنواعها، ولاسيما المساعدة في أعمال الإغاثة، وانتشال الناس من تحت الأنقاض ... إلخ. وقد أرسلت مجتمعات كنيستنا أيضًا متطوعين ليخدموا ضمن جمعيات إنسانية والمساهمة في أعمال الإغاثة.
ويدعونا مثل هذا الأمر إلى الالتفات إلى الله بالتوبة والتضامن والصلاة من أجل تخفيف المعاناة هناك، وفي كل بقاع العالم. فلْنُصَلِّ معًا:
يا أبانا الذي في السماوات، ها نحن نمثل أمامك، أولادًا لك، لتنعم علينا برحمتك من أجل التخفيف عن معاناة ومآسي أولئك المتضررين من جراء هذا الزلزال، ومن أجل أن تكون قريبًا من الذين فقدوا أحباءهم، والذين فقدوا كل شيء لهم. فنحن نعلم بأن كل شيء بيدك، وبأن الأرض كلها بيدك، بل حتى الكون كله. فنتضرَّع إليك ساجدين ومستغيثين بك لأجل أن ترحمنا كلنا نحن البشر الضعفاء، وتُنعِم علينا بسلامك. فأنت ملجأنا، وإليك نلتفت دائمًا. ثم إننا نصلِّي من أجل جميع الأرواح التي ستمثل أمام حضرتك، لتنعم عليها بالراحة الأبدية، بحسب مشيئتك. وليتقدس اسمك. وليأتِ ملكوتك. ولتكُن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة، ولكن نجِّنا من الشرير. لأن لك المُلك، والقوة، والمجد، إلى الأبد، آمين.