من موعظة بتاريخ 4 فبراير 1968م: لقد أعطانا يسوع المسيح حكمة جديدة عن العظمة. أتريد أن تصبح شخصا هاما؟ فهذا شيء رائع. أتريد أن يقدّرك الناس؟ فهذا شيء رائع. أتريد أن تصبح شخصا عظيما؟ فهذا شيء رائع. ولكن، اعلموا أن من أراد أن يكون الأعظم بينكم ينبغي أن يكون خادما لكم. فهذا هو تعريفكم الجديد عن العظمة. وفي هذا الصباح، إنّ الشيء الذي أراه من خلال هذا التعريف، أن بمقدور أيّ شخص أن يصبح عظيما، لأن كل إنسان بمقدوره أن يخدم. فلا تحتاج إلى شهادة جامعية لتخدم. ولا تحتاج إلى أن تجعل الفعل والفاعل متوافقين في كلامك لتخدم. ولا تحتاج إلى أن تتعلم شيئا عن أفلاطون وأرسطو لتخدم. ولا تحتاج إلى أن تتعلم النظرية النسبية لآينشتاين لتخدم. ولا تحتاج إلى أن تتعلم القانون الثاني للثرموديناميك في الفيزياء لتخدم. فلا تحتاج إلى أيّ شيء غير قلب مملوء بالنعمة الإلهية، وروح من صنع المحبة. ويمكنك عندئذ أن تصبح ذاك الخادم.
من كلمة ملقاة على منظمة الدفاع عن الحقوق المدنية SCLC ministers للأمريكيين-الأفارقة: في بعض المواقف، يسألُك الجُبن هذا السؤال: «هل هذا عمل آمن؟» وتسألُك اللياقة: «هل هذا عمل لائق؟» ويتراصف معهما التباهي ويسألك: «هل هذا عمل محبوب؟» ولكن الضمير يسأل سؤاله: «هل هذا عمل صحيح؟» ويأتي وقت حين يجب على الشخص أن يتخذ موقفا لا آمنا ولا لائقا ولا محبوبا، ولكنه يجب أن يفعله، لأن ضميره يقول له إنّ ذلك صحيح.
كلمة في كنيسة ريفر سايدRiverside Church في ولاية نيويورك بتاريخ 4 أبريل 1967م: أنا على يقين بأننا لو أردنا أن نكون في الجانب الصحيح من الثورة العالمية، وجب علينا خوض ثورة لإصلاح قيمنا ومبادئنا من جذورها. ويجب أن نبدأ بسرعة في إجراء تبديل لمجتمعنا: من مجتمع ذي «توجهات مادية» إلى مجتمع ذي «توجهات إنسانية». فعندما تكون المكائن، والحواسيب، والدوافع الربحية، وحقوق الأملاك العقارية، أهم من البشر، يستحيل آنذاك قهر التوائم الثلاثة العمالقة: العنصريّة، والماديّة، والسياسة العسكريّة. لأنه بمجرد حصول ثورة حقيقية في قيمنا، ستجعلنا على الفور نمعن النظر في الكثير من سياساتنا في الماضي والحاضر، ونتساءل فيما إذا كانت نزيهة وعادلة. فمن جهة، نحن قد دُعينا لنلعب دور السامري الصالح على حافة طريق الحياة [لمساعدة الرجل الذي تم الاعتداء عليه في حافة الطريق في مثل السامري الصالح]؛ ولكن هذا مجرد بداية العمل. وسيأتي يوم لابد لنا فيه أن نرى طريق أريحا بأكمله [أي البلد بأكمله] قد تبدّل، بحيث لا يجري فيه ضرب وسلب الرجال والنساء باستمرار عندما يقومون برحلتهم في أيّ طريق في الحياة. فالرحمة الحقيقية أكثر من مجرد رمي قطعة نقدية إلى شحاذ؛ وهي ليست عمل عشوائي وسطحي. فترى الرحمة الحقيقية أن ذاك الصرح العظيم الذي ينتج شحاذين، يحتاج إلى إعادة بناء، وإلى إصلاح.
كلمة في كنيسة ريفر سايد Riverside Church في ولاية نيويورك بتاريخ 4 أبريل 1967م: سيأتي وقت يكون فيه الصمت خائنا. لأن الناس لا يأخذون على عاتقهم بسهولة مهمة معارضة سياسة حكومتهم، ولا سيما في وقت الحروب، حتى لو حرضتهم مطالب الحقّ الإلهي. مثلما أن الروح البشرية لا تتحرك بسهولة ضد شتى أنواع اللامبالاة، أو الفتور، الذي يتسم به نهج مجاراة التيار، ومسايرة الناس، سواء كان هذا النهج في داخل قلب الإنسان، أو في العالم المحيط به.
مارتن لوثر كنج 1963م: لقد تعلمنا التحليق في الجو كالطيور، والغوص في البحر كالأسماك، ولكننا لم نتعلم أبسط الفنون، ألا وهو: فن العيش معا كإخوة وكأخوات.
أوسلو، النرويج، 11 ديسمبر 1964م: إنّ استخدام العنف كوسيلة لتحقيق العدالة، نهج غير عملي، وغير اخلاقي. فهو غير عملي لأنه كالدوامة المنحدرة، فهي لا تنتهي إلّا بتدمير الجميع. والشريعة القديمة «العين بالعين» تجعل الجميع عميان. والعنف غير أخلاقي، لأنه يسعى إلى إذلال الجهة المعارضة بدلا من كسب تفهّمها؛ وهو يسعى إلى إبادتها بدلا من جعلها تهتدي. فالعنف غير أخلاقي، لأن الحقد هو الذي يغذيه وليس المحبة. وهو يدمِّر المجتمع الأخوي، ويجعل من تحقيق الأخوية مستحيلة. ثم إنه يخلِّف ورائه مجتمعا يكون الكلام فيه محصورا على طرف واحد، بدلا من الحوار الذي يكون بين جميع الأطراف. وينتهي العنف بالقضاء على نفسه. لأنه يخلق مرارة الاستياء لدى الناجين منه، والوحشية لدى المُدَمِّرين.
من كتاب «القوة اللازمة للمحبة Strength to Love» (1963م): سأكون آخِر مَنْ يدين الآلاف من الناس الصادقين والمتفانين خارج الكنائس، من الذين يبذلون جهودا غير أنانية في حركات إنسانية متعددة، لمعالجة الشرور الاجتماعية في العالم، لأني أفضّل شخصا ملتزما بالعمل الإنساني على شخص مسيحي غير ملتزم.
من خطاب مفتوح أُرسِل من سجن مدينة برمنغهام في ولاية ألاباما: أنا أُقرّ بأن كل مواطن يقوم بالعصيان المدني للقانون، عندما يخبره ضميره بأن القانون غير عادل، وهو مستعد لتحمُّل عقوبة السجن، في سبيل إيقاظ ضمير المجتمع على ظلمه، هو في الحقيقة يعبّر بذلك عن أقصى درجات احترامه للقانون.
4 فبراير 1968م: لو كان أيّ واحد منكم على قيد الحياة يوم رحيلي، فلا أريد مراسيم جنائزية طويلة. وإذا سألتم أحدا ليلقي كلمة تأبين، فقولوا له أن لا يجعلها طويلة. وقولوا له أن لا يذكر أني حاصل على جائزة نوبل للسلام. لأن هذا ليس مهما. وقولوا له أن لا يذكر أني حاصل على ثلاثة أو أربعة مئة من الجوائز الأخرى. لأنها ليست مهمة. وقولوا له أن لا يذكر أيّ مدرسة تعلمت فيها.
ولكن بودي أن يذكر أحد الأشخاص في ذلك اليوم، أن مارتن لوثر كنج قد سعى إلى تكريس حياته لخدمة الآخرين. وأنا أود أن يقول أحد الأشخاص في ذلك اليوم، أن مارتن لوثر كنج قد سعى إلى محبة غيره. وأريد منكم أن تقولوا في ذلك اليوم، أني قد سعيت إلى أن أكون على حقّ في مسألة الحرب. وأريد أن يكون بمقدوركم أن تقولوا في ذلك اليوم، أني قد حاولتُ أن أُطعِم الجياع. وأود أن يكون بمقدوركم أن تقولوا في ذلك اليوم، أني قد حاولت في حياتي أن أُكسي العريانين. وأود أن تقولوا في ذلك اليوم، أني قد حاولتُ في حياتي أن أزور المسجونين. وأود أن تقولوا في ذلك اليوم، أني قد سعيتُ إلى محبة وخدمة البشرية.