فالرَّبُّ هوَ الرُّوحُ، وحَيثُ يكونُ رُوحُ الرَّبِّ، تكونُ الحُرِّيَّةُ. ونحنُ جميعًا نَعكِسُ صُورَةَ مَجدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مكشوفَةٍ، فنَتَحوَّلُ إلى تِلكَ الصّورَةِ ذاتِها، وهيَ تَزدادُ مَجدًا على مَجدٍ، بِفَضلِ الرَّبِّ الذي هوَ الرُّوحُ.... وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ.
إن علاقتنا بالله أقوى من أية علاقة بشرية. وكل العلاقات الأخرى هي مجرد رموز لها. ولكن أولا وقبل كل شيء فنحن البشر، كلنا صور لله، ويجب علينا أن نكنّ الوقار لهذه الحقيقة دائما.
وهناك أكبر أمل لكل من يبحث، ولكل علاقة أو زواج وهو أن نعلم بأن صورة الله، حتى لو كنا قد شوهناها وابتعدنا بأفعالنا عن الله، إلا أن انعكاسا باهتا لصورته لا يزال باقيا فينا. فعلى الرغم من فسادنا فأن الله لا يريد لنا أن نفقد نصيبنا كمخلوقات مخلوقة على صورته. لذلك أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح - آدم الثاني - ليقتحم قلوبنا، بحسب ما يشهد عنه الإنجيل:
فإذا كان الموتُ بِخطيئَةِ إنسانٍ واحدٍ سادَ البشَرَ بِسبَبِ ذلِكَ الإنسان الواحدِ، فبِالأَولى أنْ تَسودَ الحياةُ بواحدٍ هوَ يَسوعُ المَسيحُ أولَئِكَ الّذينَ يَنالونَ فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ. فكما أنَّ خَطيئَةَ إنسانٍ واحدٍ قادَتِ البشَرَ جميعًا إلى الهَلاكِ، فكذلِكَ بِرُّ إنسانٍ واحدٍ يُبَرِّرُ البشَرَ جميعاً فينالونَ الحياةَ. وكما أنَّهُ بِمَعصِيَةِ إنسانٍ واحدٍ صارَ البشَرُ خاطِئينَ، فكذلِكَ بِطاعَةِ إنسانٍ واحدٍ يصيرُ البشَرُ أبرارًا. (رومة 5: 17-19).
ويقول الإنجيل أيضا:
فالكِتابُ يَقولُ: "كانَ آدمُ الإنسان الأوَّلُ نَفسًا حَيَّةً"، وكانَ آدمُ الأخيرُ رُوحًا يُحيي. (1 كورنثوس 15: 45).
فبفضل الرب يسوع يمكن استعادة صورة الله إلى كل رجل وإلى كل امرأة وإلى كل علاقة.
الرب يسوع يفتح الطريق إلى الله وبعضنا إلى بعض
إنّ الرب يسوع هو المُصالِح الإلهي: لقد جاء ليصالحنا مع الله ومع الآخرين، ويقضي على التنافر الروحي في حياتنا، كما يقول الإنجيل:
فاذكُروا أنتُمُ الّذينَ كانوا غَيرَ يَهودٍ في أصلِهِم، أنَّ اليَهودَ الّذينَ يَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أهلَ الخِتانِ بِفِعلِ الأيدي في الجَسَدِ لا يَعتَبِرونَكُم مِنْ أهلِ الخِتانِ. واذكُروا أنَّكُم كُنتُم فيما مَضى مِنْ دُونِ المَسيحِ، بَعيدينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسرائيلَ، غُرَباءَ عَنْ عُهودِ الله ووَعدِهِ، لا رجاءَ لكُم ولا إِلهَ في هذا العالَمِ. أمَّا الآنَ، فَفي المَسيحِ يَسوعَ صِرتُم قَريبينَ بِدَمِ المَسيحِ بَعدَما كُنتُم بَعيدينَ. فالمَسيحُ هوَ سلامُنا، جعَلَ اليَهودَ وغَيرَ اليَهودِ شَعبًا واحدًا وهدَمَ الحاجِزَ الّذي يَفصِلُ بَينَهُما، أيِ العَداوَةَ، وألغى بِجَسَدِهِ شَريعَةَ موسى بأحكامِها ووَصاياها لِيَخلُقَ في شَخصِهِ مِنْ هاتَينِ الجَماعتَينِ، بَعدَما أحَلَّ السَّلامَ بَينَهُما، إنسانًا واحدًا جَديدًا ويُصْلِحَ بَينَهُما وبَينَ الله بِصَليبِهِ، فقَضى على العَداوةِ وجعَلَهُما جسَدًا واحدًا. جاءَ وبَشَّرَكُم بالسَّلامِ أنتُمُ الّذينَ كُنتُم بعيدينَ، كما بَشَّرَ بالسَّلامِ الّذينَ كانوا قَريبينَ، لأنَّ لنا بِه جميعًا سَبيلَ الوُصولِ إلى الآبِ في الرُّوحِ الواحِدِ. فما أنتُم بَعدَ اليومِ غُرباءَ أو ضُيوفًا، بَلْ أنتُم معَ القِدِّيسينَ رَعِيَّةٌ واحدَةٌ ومِنْ أهلِ بَيتِ اللهِ. (أفسس 2: 11-19).
وعندما تخور عزيمتنا أو نكتئب، فيجب علينا أن نسعى إليه أكثر من أي وقت مضى. وكل من يبحث سيجد الله. إن هذا وعد. ويقول الله في إرميا النبي:
وتَطلُبونَني فتَجدونَني إذا طلَبتُموني بِكُلِّ قُلوبِكُم. (إرميا 29: 13).
وإليك كلمات الإنجيل الرائعة:
فمَنْ يَسألْ يَنَلْ، ومَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، ومَنْ يَدُقّ البابَ يُفتَحْ لَه. (لوقا 11: 10).
إن هذه الكلمات لا تزال صادقة وسارية المفعول حتى في يومنا هذا، وإذا أخذناها بجديّة، فسيصبح الله حيّ في قلوبنا.
إن الطريق إلى الله مفتوح لكل شخص. ولا يستثنى أي بشر من هذه النعمة، لأن يسوع المسيح جاء كبشر. وقد أرسله الله ليستعيد صورته فينا. وبه حصلنا على الآب. لكن هذا لا يحدث إلا عندما يصير اختبار يوم الخمسين (يوم حلول الروح القدس على الكنيسة الأولية) حقيقة متوهجة في حياتنا؛ بمعنى عندما نختبر التوبة الشخصية والهداية والإيمان.
إن أعجوبة يوم الخمسين، حينما نزل الروح القدس إلى الأرض بكامل القوة وبكامل المحبة، يمكن لها أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي زمان. ويمكن لها أن تحدث أينما يوجد ناس يصرخون، "ماذا يَجبُ علَينا أنْ نَعمَلَ، أيُّها الإخوةُ؟!" (أعمال 2: 37) (مثلما صرخ الناس في يوم الخمسين) وأينما يكونون على استعداد لسماع الجواب العريق للقديس بطرس الرسول: "تُوبوا وليَتعَمَّدْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم باَسمِ يَسوعَ المَسيحِ، فتُغفَرَ خطاياكُم ويُنعَمَ علَيكُم بالرُّوحِ القُدُسِ،... تَخَلَّصوا مِنْ هذا الجِيلِ الفاسدِ!" (أعمال 2: 38 وَ 40).
التحرّر يأتي بفضل تسليم الحياة لله وليس بفضل الاجتهاد البشري
لا يمكننا الحصول على الغفران والخلاص إلاّ عند الصليب. فإننا عند الصليب نجتاز بالموت. وهذا الموت يحررنا من أي شيء يعوق شركتنا مع الله ومع الآخرين ويجدد علاقتنا معهم. وبتركنا للخطيئة والشر الذي قد استعبدنا، سنتحرر في الرب يسوع. فلا يمكننا أبدا تحرير أنفسنا أو إصلاح أنفسنا باجتهادنا البشري. وكل ما يمكن أن نفعله هو أن نسلم أنفسنا كليا للرب يسوع المسيح ولمحبته، بحيث لا تعود حياتنا تنتمي إلينا بعد وإنما إليه هو.
يكتب والدي ج. هاينريش آرنولد J. Heinrich Arnold (وكان من أحد خدام الكلمة في كنيستنا) فيقول:
لو أردنا لجراحاتنا التي تسببها مكايد إبليس وسهامه أن تلتئم... لوجب علينا أن يكون لدينا الثقة المطلقة نفسها بالرب يسوع التي كانت لديه هو بالله. فنحن بالأساس لا نملك شيئا غير الخطيئة والمعاصي. ولكن يجب علينا أن نطرح خطايانا أمام الرب يسوع في ثِقة. عندئذ سيمنحنا الغفران وتطهير الروح وسلام القلب؛ وستقودنا هذه النعم إلى محبة لا توصف.
فماذا يعني قول ((طرح خطايانا أمام الرب يسوع في ثقة))؟... إن عملية التحرر من قيود الخطيئة وإمكانية المصالحة تبدآن كلما اعترفنا بالاتهامات الموجهة لنا من قبل ضميرنا. إن الخطيئة تعيش في الظلام والخفية وتود البقاء هناك. ولكن عندما نُخرِج خطايانا التي تثقل كاهلنا إلى النور ونعترف بها بدون تحفّظ، فسوف نتطهّر ونتحرر. والقصة التي تحكيها لنا دارلين Darlene التي أعرفها معرفة شخصية، توضح ذلك، فتقول دارلين:
في الصف التاسع عثرت على "زوج المستقبل". وقضيت ساعات طويلة أكتب بالسرّ في دفتر يومياتي، وصرت أحلم به وأراقب بيته أملا في أن أراه من خلال النافذة. ولكنه وبعد مرور عدة سنوات تزوج من فتاة أخرى، فانهار عالمي الخيالي الذي كنت أعيش فيه.
وأثناء دراستي في المدرسة الثانوية، حاولت أن أكون جزءا من التيار الملتزم، حريصة دائما على ما أقول وأفعل وألبس. لكن بمرور الوقت، ولغاية تخرجي، تغيرت تدريجيا، ولجأت إلى العبث مع فتيان كثيرين، ورغم إحساسي بالذنب تجاه هذا بسبب نشأتي وتربيتي، إلا أنني اخترت مجرد أن أتجاهل هذا الإحساس. فأخمدت ضميري المحتج وأقنعت نفسي بأني قادرة على التعامل مع أي موقف كان.
وبعد المرحلة الثانوية، سافرت إلى إسرائيل، رغبة مني في أن أقضي عاما في الـ "كيبوتس" (وهو تجمع سكني تعاوني يضم جماعة من المزارعين أو العمال اليهود الذين يعيشـون ويعملون معا). في البداية صُدِمْتُ بسبب الحفلات المستمرة للمراهقين هناك وانغماسهم في الجنس، ولكن سرعان ما وجدت نفسي أندمج في الأجواء وأرتاد غرف الشباب وأذهب إلى حفلات الشرب ومراقص الديسكو مثل أي شخص آخر. وقلت لنفسي: "يمكنني أن أنسحب من هذا الجو في أي وقت أشاء". لكن ما هي إلا أسابيع حتى انخدعت نفسي مع فتى قال لي إنه يحبني حبا حقيقيا. وكنت أريد أن أصدقه حتى أنني وقعت في غرامه، رغم علمي بأنه كان "دون جوان" المحلة. وبدأت أحسّ بالذنب أكثر فأكثر؛ ورأيت أني أفعل بالضبط ما كنت أزعم أن لديّ القوة على مقاومته. ثم إنني أصبت بالذعر عندما رأيته بعد عدة ليالي مع فتاة أخرى.
فرجعت إلى بلدي، وفي خلال العامين التاليين، ظننت أني تجاوزت مشكلتي وتغلبت عليها، لكن الأمر لم يكن كذلك فقد سقطت ثانية.
لقد وعدني رجل بمستقبل رائع، وظل يردد على مسامعي كم كان يحبني، وكم كنت جميلة. وكنت لا أريد شيئا سوى تصديقه. وسرعان ما تشابكت الأيادي، ثم كان العناق والقبلات واللمسات - شيء يستدرج الآخر. وكلما أراد المزيد مني أغلقتُ بإحكام تام على جميع مشاعر الذنب والفظاعة الشنيعة التي في داخلي. واستسلمت عندما طلب مني الجنس. اخترت أن أغوص في الخطيئة، بدلا من مواجهة الفوضى المطلقة التي كنت فيها. وأردت الهروب من بيتي لأعيش معه، ووعدته بحبي وإخلاصي، حتى وإن كان قد هدد بقتلي لو أخبرت أي إنسان عن علاقتنا. أما في اليوم التالي فقد اختفى، ولم أره ثانية مطلقا.
وبعد أن ابتليتُ بالاكتئاب والحزن، فكرت بالانتحار. وكان لدي ألم مستمر في رأسي ومعدتي. وشعرت أني في طريقي إلى الجنون. لقد استحوذ عليّ الجنس؛ ولم أرى كيف يمكنني أن أواصل حياتي بدون رجل "يحبني". فأخذت أنتقل من فتى لآخر؛ حتى كان اثنان منهم مرتبطين بعلاقة خطوبة مع فتيات أخريات. فانتابني اليأس، وبكيت ساعات طويلة بالسرّ. وبالرغم من أنني كنت أحس بداخلي وكأنني عاهرة إلا أنني حاولت أن أظهر لعائلتي وأصدقائي شخصية سعيدة وواثقة...
لكن حياتي المزدوجة ما كان لها أن تدوم إلى الأبد، وأخيرا انفضح كذبي. لكنني أحسست آنذاك بأن الله كان يعطيني فرصة أخرى. وقد لا أجد ثانية فرصة مثل هذه، للإقلاع عن خطيئتي. وبعد استسلامي لله تعالى، توجهت إلى والديّ، واعترفت لهما بكل شيء. لكن لم يكن الشيطان يريدني الإفلات من قبضته بهذه السرعة فكان يعذبني في النوم، لكنني بدأت ألمس محبة وحنان الله تدريجيا في الأسابيع والشهور التالية. وكانت هناك محبة وصلوات متواصلة من جانب أسرتي وكنيستي، الذين لم يفقدوا الأمل فيّ مطلقا. وأنا أؤمن أن الصلاة قد طردت الكثير من الأرواح الشريرة التي كانت تحوم حولي خصوصا في تلك الأسابيع الأولى.
وبعد أشهر من الصراع الروحي الشاق، انتهت أخيرا عبودتي للشرّ. ثم جاءت اللحظة التي لا تُنسى عندما أعلن راعي الكنيسة باسم الرب أن جميع خطاياي قد غُفرت. إن قوة تلك اللحظة وفرحتها لم يكن لهما حدود.
إن إيجاد شخص نحادثه عن حمل الخطيئة المثقلين به هو فعلا نعمة عظيمة. فحينما يفتح المرء قلبه لشخص آخر فإن هذا الأمر يمكن تشبيهه بفتح بوابة قناة في سد - فيجري الماء متدفقا إلى الخارج، ويزول الضغط. فلو كان الاعتراف صريحا ومن القلب لأحدث إحساسا عميقا بالارتياح، لأنه الخطوة الأولى على طريق الغفران. لكننا في النهاية علينا المثول أمام الله. فلا مجال للهروب أو الاختباء عنه كما فعل آدم وحواء عندما عَصَياه. فلو كنا على استعداد للمثول أمام الله بحسب نور ابنه يسوع المسيح، لحرق الله كل ذنوبنا وجعلها دخانا منثورا.
ومثلما وهب الله الرجل الأول والمرأة الأولى سلاما وفرحا في جنة عدن، فإنه يهب الآن كل مؤمن ويسلمه مهمة السعي وبذل الجهود في سبيل النظام الجديد لملكوته المسالم والوديع. ولتنفيذ هذه المهمة علينا قبول سيادة الله في حياتنا، وأن نكون على استعداد للمضي في طريق الرب يسوع بكامله، أي بدء بالمذود الوضيع في بيت لحم وانتهاء على خشبة الصليب في جبل الجُلْجُلة. إنها مسيرة وضيعة جدا، ومتواضعة. لكنها السبيل الوحيد الذي يؤدي إلى النور الكامل وإلى الأمل.
إن الرب يسوع هو وحده القادر على أن يغفر خطايانا وإزالة آثامنا، لأنه وحده الخالي من كل عيب. وهو قادر على أن يوخز ضمائرنا ويحررها من الجنس الدنس ومن مرارة استياء بعضنا من بعض ومن التنافر وعدم الوئام الذي بيننا، كما يشهد الإنجيل:
فما أَولى دَمُ المَسيحِ الّذي قَدَّمَ نَفسَهُ إلى الله بالرُّوحِ الأزلِيِّ قُربانًا لا عَيبَ فيهِ، أنْ يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأعمالِ المَيِّتَةِ لِنَعبُدَّ اللهَ الحيَ. (عبرانيين 9: 14).
ومهما كانت درجة فسادنا ومهما كنا ملوثين بالآثام فلن تكون مشكلة لو قبلنا بوخز ضميرنا، ولو رحبنا بدينونة الله وبرحمته. فالضمير الذي اعتاد على أن يكون عدوا لنا، يصبح في المسيح صديقا.
الغفران له المقدرة على تغيير حياتنا
إنّ غفران الخطايا التي يقدمها الرب يسوع مجانا لها طاقة مؤثرة جدا إلى درجة أنها تغير حياة الشخص كلياً. فإذا سلمنا أنفسنا له فسوف يستسلم ويهجرنا كل ما يجعلنا خائفين أو منعزلين أو مخادعين أو نجسين غير شريفين. وسوف يحدث انقلاب وتتعدل الأمور؛ فكل ما هو فوق سيصبح تحت، وما هو تحت سيصبح فوق. وسيبدأ هذا التغيير وهذا التحوّل في أعماق صميم كياننا، ثم بعد ذلك سوف تتحول وتتبدل كل من حياتنا الروحية والخارجية، بما في ذلك جميع علاقاتنا.
ويتبين بوضوح ما إذا كان الشخص قد تغير بهذه الطريقة أم لا، عندما يواجه المرء (هو أو هي) الموت. فالذين قد كانوا بقرب شخص يحتضر على فراش الموت، رأوا الأهمية البالغة للعلاقة الروحية للإنسان مع الله. ويعلمون بأن في نهاية الأمر، وعندما يسحب الإنسان نفسه الأخير، فأن هذه العلاقة هي الشيء الوحيد الذي يتكل عليه.
إن مهمة الإنسان في الحياة هي إعداد نفسه للقاء الله. ويعلمنا الرب يسوع كيف نفعل ذلك بقوله:
كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه. (متى 25: 40).
ويقول كذلك:
هنيئًا للمساكينِ في الرُّوحِ، لأنَّ لهُم مَلكوتَ السَّماواتِ. (متى 5: 3).
وأنا شخصيا قد اختبرت هذا عند فراش الموت في الساعات الأخيرة لبعض الأشخاص. فوجدت أن الشخص الذي عاش لأجل الآخرين، مثلما فعل الرب يسوع، يكون الله قريبا جدا منه في ساعته الأخيرة وينعم بالسلام. ولكني رأيت أيضاً عذاب وآلام أولئك الذين عاشوا حياة أنانية ملئها الخطيئة، عند غصة الموت.
ويحتاج كل فرد فينا، سواء كان متزوجا أو أعزبا، إلى أن يستوعب بعمق، الكلمات الأبدية الشافية للرب يسوع:
وها أنا مَعكُم طَوالَ الأيّامِ، إلى اَنقِضاءِ الدَّهرِ. (متى 28: 20).
فهناك حياة ومحبة ونور في يسوع. وبفضله يمكن لحياتنا وعلاقاتنا أن تتنقى من كل ما يثقل كاهلنا، وتتخلص مما يتعارض مع المحبة، وتُسترد صورة الله فينا.
هذا المقال مقتطتف من كتاب «دعوة إلى حياة العفة والنقاوة»