أما كتاب «الصحوة» الذي بين يدينا الآن فهو عبارة عن فصول ثلاثة مقتطفة من الكتاب أعلاه. وهو يُنشر لأول مرة باللغة العربية من قِبل دار المحراث للنشر Plough Publishing House لقد أراد فريدريش تسُندل أن يصبح مهندسا أو مصمِّما معماريا في البداية، إلا أن ما غير توجّهه كان قراءته لمقالة انتقادية في إحدى الجرائد عما كان يحدث في قرية موتلِنجن الصغيرة الواقعة في إقليم الغابة السوداء Black Forest جنوب غربي ألمانيا. وبعد أن قرأ عن صلوات الشفاء وعن الصحوة التي لمست نفوس أبناء القرية هناك، قرر أن يرى بنفسه ذلك، ليقف على حقيقة ما يحدث.
لذلك ذهب مشيا على الأقدام لمدة ست ساعات ونصف من مدينة شتوتجارت Stuttgart حيث كان يدرس في الجامعة، قاصدا قرية موتلِنجن، وأصبح مُلِمَّا برعية كنيسة القرية وبقسيسها يوهان كريستوف بلومهارت.
ماذا أعجبه هناك؟ أولا، لم يشاهد أي مشاهد مبالغ فيها أو «صرخات توبة متعالية» كما كان مشاع، لكنه شاهد «ثمار توبة رزينة.» وعلاوة على ذلك، فقد انذهل أمام الآمال التي يحملها بلومهارت بشأن الأحداث الوشيكة الوقوع في ملكوت الله: والوعود المدونة في الكتاب المقدس بشأن حلول الروح القدس على المؤمنين وبشأن عودة يسوع المسيح.
ولشدة انذهاله فقد تخلى فريدريش تسُندل عن دراساته الهندسية، وباشر كطالب في كلية اللاهوت في المدينة الألمانية الجامعية ايرلانجن Erlangen وأيضا في مدينة برلين. وبحلول عام 1859م أصبح قسيسا في إقليم زيفيلن Sevelen في منطقة وادي نهر الراين في دولة سويسرا. وقد خدم في كنائس متعددة أخرى.
إلا أنه، وفي الوقت نفسه، حافظ على علاقة حميمة مع أسرة القسيس بلومهارت. وفي عام 1852م انتقل فريدريش تسُندل إلى إقليم باد بول Bad Boll الواقع جنوبي ألمانيا ليدير مركزا للاستشارات الكهنوتية هناك.
ومن الجدير بالذكر أن القسيس بلومهارت كان قد أسس في هذا المكان (باد بول Bad Boll) مركزا للتأمُّلات الروحية المفتوح لعامة الناس لقضاء وقت هناك للتجديد الروحي. وتلك البنايات والبيوت التي عاشت زمان بلومهارت باقية لحد الآن، وتشهد لجبروت السيد المسيح وألوهيته، وهي مفتوحة للزيارات. وإليكم عناوينها في ألمانيا كالآتي:
Gottliebin–Dittus–Haus
Blumhardtstraße 3
75378 Bad Liebenzell–Möttlingen
Germany
Kurhaus Bad Boll
Am Kurpark 1
73087 Bad Boll
Germany
Historischer Blumhardt–Friedhof
Pliensbacher Weg
73087 Bad Boll
Germany
وقد أصبح فريدريش تسُندل صديقا حميما لكريستوف ابن بلومهارت، الذي صار رئيسا لذلك المركز للتأمُّلات الروحية بعد وفاة والده بلومهارت في عام 1880م.
وقد ألقى فريدريش تسُندل كلمة في مراسيم دفن بلومهارت ذكّر فيها الحاضرين بأن وعود الله ما تزال سارية المفعول حتى بعد وفاة بلومهارت.
اِقرأ المزيد عن بلومهارت بالإنكليزية على هذا الرابط:
http://www.plough.com/en/authors/b/johann-christoph-blumhardt
أسرة التحرير