Subtotal: $
Checkoutفي الإيمان المسيحي، تُعتَبر محبة الإخوة والأخوات في مجتمع الكنيسة دليلا على محبة المسيح. فلا يمكن تجزئتها أو فصلها عن محبة المسيح. فكل من آمن بالمسيح بعد أن عاش مغفرة المسيح لخطاياه، وبعد أن أخذت عيناه تبصران الحياة الجديدة السامية في المسيح، وبعد أن رأى ألوهية المسيح، تحلُّ عليه تلقائيًّا محبة إخوته المسيحيين، أي محبة الكنيسة. أمَّا المحبة الإنسانية لجميع الناس فتأتي هي الأخرى تلقائيًّا.
يسلط هذا الكتاب الضوء على الحياة المسيحية حيث لا توجد فيها طريق الفردانية المستقلة عن وحدة الكنيسة. فليس ليسوع المسيح غير طريق الوحدة والوئام والمقاسمة وتكريس الحياة لخدمة جميع فعاليات الكنيسة في محبة ورعاية جميع الإخوة والأخوات في مجتمع الكنيسة، وجميع الناس أيضا، كما عاشت الكنيسة الرسولية. فإنه طريق الجماعة والكنيسة «وجسد المسيح.» إذ إنَّ طريق الجماعة أو الكنيسة يشهد لملكوت الله ومبادئه. فإنَّ دور الكنيسة في هذا العالم هو أن تكون سفارة للملكوت الآتي حيث المحبة الأخوية من سماتها الرئيسية. وقال يسوع المسيح:
«وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ.» (يوحنا 13: 34–35)
وتوجد تحديات جسيمة لتحقيق هذا الدور، ولكننا بمعونة الرب يسوع المسيح نستطيع تجسيد إرادته على أرض الواقع.
من الكتاب
يحتفظ القلب الحيُّ ما تلقاه وسمعه من الله ويحرسُه. (لوقا 2: 19، 40) ويذكرنا يسوع بهذا من خلال روحه. فإذا أظهرت كنيسة ما بأعمالها أنها ترتد عن طريق الصواب، وإذا أظهر كلامها افتقارها إلى الحياة الروحية، فهذا معناه أن عصب حياتها الروحي مريض. (متى 7: 17–20؛ 12: 33) فلا توجد أي شجرة تحمل ثمارا طيبة عندما تكون جذورها مريضة. وإنَّ عصب الحياة وجذور حياة الكنيسة يتمثلان في الشهادة المسيحية التي يشهد فيها الله بنفسه ليسوع المسيح. (1 يوحنا 1: 2–3) ثم إنَّ الرسل بصفتهم شهودا للمسيح الذين رأوه وسمعوه، قد بشَّروا به. ولا تختبر الكنيسة الشركة مع الآب والابن والروح القدس إلاَّ عندما تقبل الرسالة الرسولية. وكما أصبح الابن الكلمة المتجسد الملموس واقعيًّا، هكذا الأمر بالنسبة إلينا، فإنَّ السبيل الوحيد لنا للبقاء في الابن والآب، ولنعيش كما عاش المسيح، هو أن تكون الكلمة، التي ينبغي أن نعلنها، فعالة في وسطنا بقوة الروح القدس وملموسة واقعيًّا، وأن تبقى في قلوبنا. (1 يوحنا 2: 24)