بالأمسِ كُنتُم ظَلامًا، وأنتُمُ اليومَ نُورٌ في الرَّبِّ. فَسيروا سِيرَةَ أبناءِ النُّورِ، فثَمَرُ النُّورِ يكونُ في كُلِّ صَلاحٍ وتَقوى وحَقٍّ. فتَعَلَّموا ما يُرضي الرَّبَّ، ولا تُشاركوا في أعمالِ الظَّلامِ الباطِلَةِ، بَلْ الأَولى أنْ تَكشِفوها. فَما يَعمَلونَهُ في الخِفيَةِ نَخجَلُ حتّى مِنْ ذِكرِهِ. أفسس 5: 8 - 12
أوصت لجنة من المستشارين في كنيسة إنكلترا في يونيو من عام 1995م بأنه ينبغي نبذ عبارة "يعيشون في خطيئة"، أما بالنسبة إلى الشركاء غير المتزوجين، سواء كانوا في علاقة مغايرة أو مثلية (المغايرة الجنسية - أو الجنس الغيري - هي ممارسة الجنس مع الجنس المغاير، أي بين رجل وامرأة، والمثلية الجنسية - أو الجنس المثلي - هي بين رجلين أو بين امرأتين أي اللِّواط والسِحاق.)، فأوصت تلك اللجنة بأنه ينبغي على الناس أن "يقدموا لهم التشجيع والدعم" على أسلوب حياتهم، وأن يكون هناك المزيد من الاستعدادات للترحيب بهم في الأبرشيات الأنكليكانية (أي الكنائس الإنكليزية الرسمية في إنكلترا وفي دول أخرى).
وقد افترضت هذه اللجنة أن "علاقات وممارسات المثلية الجنسية التي فيها محبة" هي ليست أقل قيمة من المغايرة الجنسية جوهريا، لذلك اقترحت جماعة المستشارين أن يسمح بالتعبير عن الحب "بعلاقات متنوعة". وبالرغم من أن بيانا كهذا لم يعد مستغربا في عالم اليوم، إلا أن ما يثير الدهشة هو سماعه من كنيسة رسمية، ومما يزيد من هذه الدهشة أن كنائس طوائف أخرى قد أكدت أفكارا مشابهة.
يجب أن نحب الخاطئ، لكن يجب أيضا أن نتكلم جهرا ضد الخطيئة
قمت بالخدمة حديثا في لجنة من الآباء والمعلمين في مدرسة ثانوية محلية هنا في ولاية نيويورك الأمريكية، وكنت قادرا على ملاحظة القوة التي وصلت إليها حركة قبول المثلية الجنسية (أي اللواط والسحاق) - وكيف أنها تسللت تقريبا إلى كل مظهر من مظاهر الحياة العامة. وكانت اللجنة الاستشارية للصحة في منطقة المدرسة متردّدة في تعريف مفهوم "الأسرة" خوفا من أن يهجرها اللواطيون والسحاقيات، دع عنك اتخاذ موقف بشأن ما يسمى بالقيم الأسرية. وأخيرا استقر الرأي على تعريف مفهوم الأسرة بالاكتفاء بقولهم أن الأسرة هي "اثنان من الناس يرتبطان معا" (دون الإشارة إلى ضرورة أن يكون هذان الاثنان رجلا وامرأة)!
إن كثيرين من السياسيين، ونفر متزايد من رجال الدين يخشون من قول أي شيء ضد مثل هذا التعريف عن مفهوم الأسرة، خوفا من أن يفقدوا أصوات الناخبين أو وظائفهم. ولا يوجد سوى قليل من الناس مَنْ يجرؤ على الوقوف للمعارضة ليقول "كفى!". لكن بإنكارهم تعريف الزواج بأنه عهد بين رجل واحد وامرأة واحدة، فهم لا يشككون فقط في الأسرة برمتها كمؤسسة اجتماعية، وإنما يتنكرون بصراحة لترتيب الله للخليقة. فهم يرسلون إلى أولادنا رسالة مفادها أن كل الخيارات صحيحة، وأن الالتزام المؤبد بشريك من الجنس المغاير هو مجرد خيار من بين خيارات كثيرة.
قد يبدو لبعض القراء أنني أؤيد الكراهية تجاه أصحاب المثلية الجنسية – أي "سحق المثليين" كما يسمونها. لكن دعوني أؤكد لكم أني لا أنادي بكراهيتهم. لأن كل واحد منا هو خاطئ ويقصّر في العمل بوصايا الله كل يوم، ولا يوجد أي أساس في الكتاب المقدس يجعل من خطيئة اشتهاء الجنس المماثل أسوأ من غيرها من الخطايا. بل أن السخرية والتندر على أصحاب المثلية الجنسية أو إدانة سلوك المثلية الجنسية بطريقة أكثر خشونة من أي شخص آخر قد ارتكب خطيئة أخرى، أو حتى النظر إلى الرجل المثلي أو إلى المرأة المثلية بنظرة إدانة واحتقار، تُعد خطيئة بحد ذاتها: وقد علمنا الإنجيل أنه لا توجد أية خطيئة جنسية مهما كانت بشعة لا يمكن غفرانها أو شفائها، فلنقرأ هنا:
وكُنَّا نَحنُ كُلُّنا مِنْ هَؤلاءِ نَعيشُ في شَهَواتِ جَسَدِنا تابِعينَ رَغَباتِهِ وأهواءَهُ، ولذلِكَ كُنَّا بِطَبيعَتِنا أبناءَ الغَضَبِ كَسائِرِ البشَرِ. ولكِنَّ اللهَ بِواسِعِ رَحمَتِهِ وفائِقِ مَحبَّتِهِ لنا أحيانا معَ المَسيحِ بَعدَما كُنّا أمواتًا بِزَلاّتِنا. فبِنِعمَةِ الله نِلتُمُ الخلاصَ. (أفسس 2: 3-5).
ومع ذلك فنحن نعلم أيضا بأن يسوع يكره الخطيئة بالرغم من أنه يحب الخاطئ ويريد تحريره وافتدائه.
تأييد المثلية الجنسية معناه إنكار لقصد الله بشأن موضوع الإنجاب
أن سلوك المثلية الجنسية هو خطيئة. لأنها "ضد الطبيعة"، وضد ما خططه الله بشأن موضوع الإنجاب، بل هي شكل من أشكال عبادة الذات وعبادة الأوثان، كما يقول الإنجيل:
ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشَّهَواتِ الدَّنيئَةِ، فاستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبيعيِّ الوِصالَ غَيرَ الطَّبيعيِّ. (رومة 1: 26).
ولكونها ممارسة جنسية بين اثنين من الجنس نفسه، فهي ذات "الخطيئة المُفجِعة" التي كانت لقوم لوط في سدوم وعمورة، فيخبرنا الكتاب المقدس بهذا كما يلي:
فجاءَ المَلاكانِ إلى سدومَ عِندَ الغُروبِ وكانَ لُوطَ جالسًا بِبابِ المدينةِ، فلَّما رآهُما قامَ لِلقائِهِما وسجدَ بِوجهِهِ إلى الأرضِ وقالَ: "يا سيّديَ، ميلا إلى بَيتِ عبدِكُما وبيتا واَغْسِلا أرجلَكُما، وفي الصَّباحِ باكرًا تَستأنِفانِ سَفَرَكُما". فقالا: "لا، بل في السَّاحَةِ نَبيتُ". فألَحَ علَيهِما كثيرًا حتى مالا إليهِ ودَخلا بَيتَه، فعَمِلَ لهُما وليمةً وخبزَ فطيرًا فأكلا. وقَبلَ أنْ يناما جاءَ رِجالُ سدومَ جميعًا، شُبَّانًا وشُيوخا، وأحاطوا بالبَيتِ مِنْ كُلِّ جهةٍ، فنادوا لُوطًا وقالوا لهُ: "أينَ الرَّجلانِ اللَّذانِ دَخلا بَيتَكَ اللَّيلةَ؟ أخرِجهُما إلينا حتى نُضاجعَهُما". فخرج إليهِم لُوطَ وأغلقَ البابَ وراءَه وقالَ: "لا تفعَلوا سُوءًا يا إخوتي. لي بِنتانِ ما ضاجعَتا رَجلاً، أُخرِجهما إليكُم فاَفعَلوا بهما ما يحلو لكُم. وأمَّا الرَّجلانِ فلا تفعلوا بهما شيئًا، لأنَّهما في ضِيافتي". فقالوا لَهُ: "اَبتَعِدْ مِنْ هُنا! جئتَ أيُّها الغريبُ لِتُقيمَ بَينَنا وتتحكَّمَ فينا. الآنَ نفعَلُ بِكَ أسوأَ مِمّا نفعَلُ بِهِما". ودفعوا لُوطًا إلى الوراءِ وتقدَّموا إلى البابِ لِيَكسِرُوه. فمَدَ الرَّجلانِ أيديَهما وجذَبا لُوطًا إلى البَيتِ وأغلقا البابَ. وأمَّا الرِّجالُ الذينَ على بابِ البَيتِ فضربَهُمُ الرَّجلانِ بالعَمَى، مِنْ صغيرِهِم إلى كبيرِهِم، فعجزُوا عَنْ أنْ يَجدوا البابَ. وقالَ الرَّجلانِ للُوطٍ: "مَنْ لكَ أيضًا هُنا؟ إنْ كانَ لكَ أصهارٌ وبَنونَ وبَناتٌ وأقرباءُ آخرونَ في هذِهِ المدينةِ، فأخرِجهُم مِنها. فهذا المكانُ سَنُهلِكُه، لأنَّ الشَّكوى على أهلهِ بلغَت مَسامعَ الرّبِّ فأرسلَنا لِنُهلِكَهُم". فخرج لُوطَ وقالَ لِصهرَيهِ الخاطبينِ بِنتَيهِ: "قُومَا اَخرُجا مِنْ هُنا، لأنَّ الرّبَ سَيُهلِكُ المدينةَ". فكانَ كَمَنْ يَمزَحُ في نظَرِ صِهرَيهِ. فلمَّا طلَعَ الفَجرُ كانَ الملاكانِ يستعجلانِ لُوطًا ويقولانِ لهُ: "قُمْ خذِ اَمرأتَكَ واَبنتَيكَ الموجودَتينِ هُنا، لِئلاَ تَهلَكُوا معَ المدينةِ عِقابًا لها". فلمَّا تباطأ لُوطَ أمسَكَ الرَّجلانِ بيدهِ وبيدِ اَمرأتهِ واَبنتَيهِ، لشفقةِ الرّبِّ علَيهِ، وأخرَجاهُ مِنَ المدينةِ وتركاهُ هُناكَ. وبَينَما هُما يُخرجانِهِ مِنَ المدينةِ قالَ لَه أحدُهُما: "أُنْج بنفْسِكَ. لا تَلتَفِتْ إلى ورائِكَ ولا تَقِفْ في السَّهْلِ كُلِّهِ، واَهرُبْ إلى الجبلِ لِئلاَ تَهلِكَ" فقالَ لُوطٌ: "لا يا سيّدي. نِلْتُ رِضاكَ وغمرْتَني برحمتِكَ فأنقذتَ حياتي. ولكني لا أقدِرُ أنْ أهرُبَ إلى الجبلِ، فرُبَّما لَحِقَني السُّوءُ فأموتُ. أمَّا تِلكَ المدينةُ فهيَ قريبةٌ وصغيرةٌ، فدَعْني أهربُ إليها، فأنجوَ لصِغَرِها بحياتي". فقالَ لَهُ: "إكرامًا لكَ لن أُدمِّرَ المدينةَ التي ذَكرْتَ. أسرِعْ بالهرَبِ إلى هُناكَ، لأنِّي لن أفعَلَ شيئًا حتى تَصِلَ إليها". ولذلِكَ سُمِّيتِ المدينةُ صُوغرَ. فلمَّا أشرقتِ الشَّمسُ على الأرضِ ودَخلَ لُوطَ مدينةَ صُوغرَ. أمطرَ الرّبُّ على سدومَ وعَمورةَ كِبريتًا ونارًا مِنَ السَّماءِ، فدَمَّرَها معَ الوادي وجميعِ سُكَّانِ المُدُنِ ونباتِ الأرضِ. واَلْتفتتِ امرأةُ لُوطٍ إلى الوراءِ فصارت عَمودَ مِلحِ. وبكَّرَ إبراهيمُ في الغدِ إلى المكانِ الذي وقفَ فيهِ أمامَ الرّبِّ، وتطلَّعَ إلى جهةِ سدومَ وعَمورةَ والوادي كُلِّهِ، فرأى دُخانَ الأرضِ صاعدًا كدُخانِ الأتونِ. ولمَّا أهلكَ اللهُ مُدُنَ الوادي التي كانَ لُوطَ يُقيمُ بها، تذَكَّرَ إبراهيمَ، فأخرج لُوطًا مِنْ وسَطِ الدَّمارِ. (تكوين 19: 1-29).
وفي سفر اللاويين من الكتاب المقدس يسمي الله جماع اللّواط بأنه رِجس، فيقول:
وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ اِمْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. ( لاويين 18: 22).
ونقرأ في سفر اللاويين 20: 13:
وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.
وأما الذين يقللون من شأن هذا التحريم وهذه التحذيرات عن طريق تفسيرهم للأمر: بأننا الآن "لم نعد تحت الناموس بل تحت النعمة"، فلندعهم يشرحوا لنا إذن لماذا لم يتجاهلوا نكاح المحارم (من لهم صلة قرابة رحم)، أو الزنى، أو البهيمية (الاتصال الجنسي مع الحيوانات)، أو تقديم البشر كذبيحة قربان (أي كضحية). أما البهيمية فقد تمت إدانتها في الكتاب المقدس كما يلي:
وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ. (لاويين 18: 23).
والعهد الجديد (أي الإنجيل) يدين أيضا ممارسة الشذوذ الجنسي. فيكتب القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 1: 26-28 فيقول:
ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشَّهَواتِ الدَّنيئَةِ، فاستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبيعيِّ الوِصالَ غَيرَ الطَّبيعيِّ، وكذلِكَ ترَكَ الرِّجالُ الوِصالَ الطَّبيعيَّ لِلنِّساءِ والتَهَبَ بَعضُهُم شَهوَةً لِبَعضٍ. وفعَلَ الرِّجالُ الفَحْشاءَ بِالرِّجالِ ونالوا في أنفُسِهِمِ الجَزاءَ العادِلَ لِضَلالِهِم. ولأنَّهُم رَفَضوا أنْ يَحتَفِظوا بِمَعرِفَةِ اللهِ ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلى فسادِ عُقولِهِم يَقودُهُم إلى كُلِّ عَمَلٍ شائِنٍ.
وفي رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 9-10، يقول القديس بولس الرسول أيضا:
أمَا تَعرِفونَ أنَّ الظَّالِمينَ لا يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ؟ لا تَخدَعوا أنفُسَكُم، فلا الزُّناةُ ولا عُبّادُ الأوثانِ ولا الفاسِقونَ ولا المُبتَلونَ بالشُّذوذِ الجِنسيِّ ولا السّارِقونَ ولا الفُجّارُ ولا السِّكّيرونَ ولا الشَّتّامونَ ولا السّالِبونَ يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ.
والكثير من الناس يعيدون تفسير هذه الآيات الكتابية ويقولون أنها مجرد إدانة الاغتصاب المثلي (أي اغتصاب رجل لرجل أو امرأة لامرأة)، وإدانة الإباحية الجنسية، وإدانة الشهوة أو السلوك المثلي "غير الطبيعي" لرجل غيري أو امرأة غيرية. ويزعمون أن ما يدينه الكتاب المقدس هو السلوك "الظالم" فقط، سواء كان جنس مثلي أو غيري. لكن، أليس الأمر واضحا عندما يتحدث الرسول بولس عن "مضاجعة الذكور" بأنه يشير بالحقيقة إلى الظلم (الأذى) الذي يسببه الشذوذ الجنسي بحد ذاته؟ فلو كان ظلم الشذوذ الجنسي وحده هو الشرير، فماذا إذن عن بقية الظلم الذي ذكره القديس بولس الرسول في الفقرة نفسها: الزناة، عباد الأوثان، الفاسقون...إلخ.
وما عساه أن يكون أوضح من كلام القديس بولس في رسالته إلى أهل رومة حينما يسمي الجنس المثلي (أي اللواط والسحاق) بأنه "شهوة دنيئة، وفجور" ويضيف بأنه "إهانة وفحشاء"؟ ثم ماذا عن كلامه القاطع بشأن تسليم الإنسان نفسه إلى "الفساد"؟
لذلِكَ أسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهِم إلى الفُجورِ يُهينونَ بِه أجسادَهُم. اتَّخَذوا الباطِلَ بَدَلاً مِنَ الحقِّ الإلَهيِّ وعَبَدوا المَخلوقَ وخَدَموهُ مِنْ دُونِ الخالِقِ، تَبارَكَ إلى الأبدِ آمين. ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشَّهَواتِ الدَّنيئَةِ، فاستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبيعيِّ الوِصالَ غَيرَ الطَّبيعيِّ، وكذلِكَ ترَكَ الرِّجالُ الوِصالَ الطَّبيعيَّ لِلنِّساءِ والتَهَبَ بَعضُهُم شَهوَةً لِبَعضٍ. وفعَلَ الرِّجالُ الفَحْشاءَ بِالرِّجالِ ونالوا في أنفُسِهِمِ الجَزاءَ العادِلَ لِضَلالِهِم. ولأنَّهُم رَفَضوا أنْ يَحتَفِظوا بِمَعرِفَةِ اللهِ ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلى فسادِ عُقولِهِم يَقودُهُم إلى كُلِّ عَمَلٍ شائِنٍ. (رومة 1: 24-28).
إن ممارسات الشذوذ الجنسي دنسة دائما، لأنها تشوه دائما مشيئة الله فيما يخص الإنجاب والخلق. وهذه الممارسات وبكل بساطة لا يمكن أن تجد لها سندا في الكتاب المقدس على الإطلاق. وينطبق هذا حتى على الممارسات التي تجري ضمن ما يسمونه بعلاقة "حُبيّة" مديدة الحياة. لأنه حتى علاقات الزنى (الغيرية) التي قد ينظر الناس إليها كذلك بأنها علاقة حُبيّة وقد تكون طويلة الأمد، إلا أن هذا لا يجعلها على حقّ.
ومن الشائع اليوم أن نسمع الناس يتشكون الظلم الذي يصيب الناس المثليين لأن أصابع الاتهام تحمّلهم ذنب ميولهم المثلية أو حتى ذنب أسلوب الحياة الذي ربما لم يختاروه هم لأنفسهم. لكن هذا مجرد ذريعة للخطيئة. فأصحاب المثلية الجنسية سواء كانوا مسؤولين أو غير مسؤولين عن ميولهم الجنسية، فذلك ليس له صلة بأحقِّيَّة أو بُطلان سلوكهم وممارستهم للشذوذ الجنسي. لأن تفسير السلوك شيء، وتبرير السلوك شيء مختلف تماما.
يمكن التغلب على الإغواء الجنسي مهما كان أصله أو نوعه
قد تكون الدوافع الجنسية للشذوذ الجنسي شديدة، لكن هذا هو حال الدوافع الجنسية لدى جميع الناس. لأن كل واحد منا مَيّال "بالطبيعة" إلى فعل ما لا ينبغي فعله. لكن لو آمنا بالله، لوجب علينا الإيمان أيضا بأنه قادر على إعطائنا النعمة للتغلب على أية صراعات قد يتعين علينا تحملها، مثلما قال الرب يسوع "تكفيكَ نِعمَتي. في الضُّعفِ يَظهَرُ كَمالُ قُدرَتي" إلى القديس بولس الرسول:
فقالَ لي: "تكفيكَ نِعمَتي. في الضُّعفِ يَظهَرُ كَمالُ قُدرَتي". فأنا، إذًا، أفتَخِرُ راضِيًا مُبتَهِجًا بِضُعفي حتّى تُظَلِّلَني قُوَّةُ المَسيحِ. ولذلِكَ فأنا أرضَى بِما أحتَمِلُ مِنَ الضُّعفِ والإهانَةِ والضِّيقِ والاضطِهادِ والمَشَقَّةِ في سَبيلِ المَسيحِ، لأنِّي عِندَما أكونُ ضَعيفًا أكونُ قوِيّاً. (2 كورنثوس 12: 9-10).
وفي التكلم جهرا ضد الجنسية المثلية، يجب أن نتذكر دائما أنه بالرغم من أن الكتاب المقدس يدين سلوك الجنسية المثلية، إلا أنه لا يعطينا أبدا رخصة لإدانة الناس المتورطين فيها. ونحن كمسيحيين، لا يمكننا التغاضي عن إنكار الحقوق الأساسية لأي إنسان مهما كان السبب. فمن السهل جدا علينا نحن البشر أن ننسى أن الكتاب المقدس لديه الكثير ليقوله عن خطايا الكبرياء والجشع والسخط والتباهي بالاجتهاد الشخصي أكثر مما لديه عن الشذوذ الجنسي. لكن مع ذلك، سنقوم دائما بمقاومة برامج الذين يحاولون إعادة تعريف الشذوذ الجنسي وجعله "نهج حياتي بديل" - خصوصا لأنها تؤثر في دعم سنّ قوانين جديدة لإباحة الزواج المثلي - بالإضافة إلى الجهود الرامية إلى إجبار الجماعات الدينية على قبول الناس الذين يمارسون الشذوذ الجنسي كأعضاء في جماعاتهم بل حتى كقساوسة وأساقفة:
لكنِ الآنَ أكتبُ إلَيكُم أنْ لا تُخالِطوا مَنْ يُدعى أخًا وهوَ زانٍ أو فاجِرٌ أو عابِدُ أوثانٍ أو شتَّامٌ أو سِكّيرٌ أو سَرّاقٌ. فمِثلُ هذا الرَّجُلِ لا تَجلِسوا معَهُ لِلطَّعامِ. (1 كورنثوس 5: 11).
من المهم هنا أيضا أن نأخذ بنظر الاعتبار الفرق بين الميول أو "التوجه" المثلي من جهة وبين الممارسة المثلية الجنسية كنهج حياتي فعال من جهة أخرى. فقد تنشأ الميول المثلية بسبب مؤثرات نفسية أو بيئة اجتماعية بل ربما يكون سببه (بحسب رأي بعض العلماء) تكوين وتركيب جيني وراثي، لكن اتخاذ الشذوذ الجنسي كنهج حياتي فعال هو من اختيار الشخص نفسه. أما الجدال بأن التقاليد أو الأسرة أو الجينات هي التي تجعلنا لا حول لنا ولا حيلة وعاجزين عن اختيار أن نكون في جانب الخطيئة أو ضدها، فهذا معناه إنكار لمفهوم حرية الإرادة.
والشذوذ الجنسي هو حالة خاصة تتميز بتعمق جذورها حتى لو كانت "توجه"، ويستحق الذين يصارعونها الشفقة والمساعدة. لذلك ينبغي علينا أن نكون دائما مستعدين لقبول الرجل (أو المرأة) المبتلى بالشذوذ الجنسي في كنائسنا وأن نقف معه - بصبر وبمحبة، ولكن بكامل الوضوح الذي يرفض التساهل مع استمرارية ارتكاب الخطيئة. وعلاوة على ذلك، ينبغي علينا تذكير أولئك المبتلين بالجاذبية نحو الجنس المماثل بخطة الله الأصلية للخليقة، ومساعدتهم على رؤية أن لا رجل كامل ولا امرأة كاملة حقا بدون الآخر.
لقد قمت بعمل المشورة لكثيرين ممن قد صارعوا مع إغواء الشذوذ الجنسي. ففي بعض الأحيان كان يبدو موقف الشخص ميؤوسا منه، لكني شهدت أنه حتى الذين ترسخوا لمدة طويلة في نهج حياة اللواط، فإنه بالإمكان مساعدتهم. وسواء وقع الشخص المثلي الذي يصارع مع الخطيئة في فخ التجربة أو لم يقع فهناك أمر أكيد واحد لا يتغيّر وهو أنه: لو التجأ الشخص إلى الرب يسوع من كل فكره لحصل على العون والتحرّر؛ أما إذا كان منقسما في أعماق قلبه، فسوف تشلّه حتى أشجع الجهود في مقاومة التجربة، وتقيّده روحيا. بل أنه حتى النظرة الشهوانية تبيّن لنا أن الشخص ليس عازما عزما أكيدا على الإقلاع عن الخطيئة - ويقول يسوع أن مثل هذه النظرة تُعد زنى في القلب. وعليه، فلا نحصل على تحرّر دائم إلا بعد تصميم قاطع.
لذلك فمن المهم جدا أن يحاول الناس غير المثقلين بالانحراف الجنسي أن يبدوا تفهُّما كبيرا للحاجة الروحية الكبيرة لأولئك المثقلين بها. وغالبا ما تنشأ شهوتهم الجنسية المنحرفة عن اشتياق شديد إلى علاقة محبة صادقة مع الآخرين. لأن كثير من أصحاب الشذوذ الجنسي لم يروا قط في حياتهم أية محبة مُرَحِّبة وغير مشروطة من ناس من جنسهم (ذكر أو أنثى). ففي بلادنا وفي البيوت التي "بلا آباء" يوجد فراغ كفيل بإثارة مشاعر الانحراف الجنسي لدى الأولاد. وكما نعلم، ففي حضارتنا، المدفوعة بعوامل المنافسة والرغبة في الهيمنة، فما أسهل أن يشعر بعض الناس بأنهم متروكون ومنبوذون؛ وقد يلتجئون نتيجة لذلك إلى الانحراف الجنسي.
لقد عرفت هاورد Howard وزوجته آن Ann منذ انضمامهما إلى كنيستنا قبل عقدين من الزمان، لكني لم استوعب عمق صراع هاورد استيعابا كاملا إلا في المدة الأخيرة. فقد عامله عمه معاملة سيئة في طفولته، ولقي الإهمال من أبيه المهووس بعمله، وسخر منه أقرانه الطلاب لافتقاره القابلية الرياضية، الأمر الذي أدى إلى أن يحس وهو يترعرع بعدم وجود مَنْ يفهمه واعتراه ضيق نفسي وإحساس بأنه شاذ وبعدم ملائمته للمكان الذي هو فيه. وكم تمنى أن يجذب انتباه أبيه أو الرجال الآخرين أو الأولاد من عمره. غير انه، وبمرور الوقت، وفي منتصف مرحلة المراهقة، أخذ يمارس الانحراف الجنسي بشكل فعلي. وبالرغم من أن هاورد لا يلوم تربية أهله فيما يتعلق بالخيارات المنحرفة التي صنعها في حياته لاحقا، إلا أن قصته يجب أن تحذر كل أب وكل أم لما قد يحدث عندما يشب الأولاد دون التمتع بالدعم من قِبل أسرة ترعى أولادها.
لكن قصة هاورد أكثر من مجرد تحذير. فهي تحمل شهادة قوية عن جبروت قوة المسيح في قهر الظلام وتبديده؛ وعن أهمية التوبة؛ وعن قدرة الغفران الشافية؛ وعن الفرح الذي يمكن لكل واحد منا اختباره. يكتب هاورد فيقول:
عندما كان عمري ستة عشر أخذت أعبث مع الفتيان الآخرين. ولم يمض وقت طويل حتى سمحت للرجال الكبار أن "يجروا تجاربهم" عليّ. وكانت هذه الممارسات الجنسية تثيرني كثيرا، لكنها كانت تخلف ورائها شعور بذنب كبير. ولم أكن قادرا على مصارحة أحد بكل ما كنت أمرّ به. بل أنني حتى كذبت مرة على أبي عندما واجهني مباشرة وسألني إن كان لدي مثل هذه المشاعر.
وعند وصولي إلى سن الحادية والعشرين، كنت قد فعلت في الواقع كل أفعال الجنس المثلي الممكنة. لكن لم يشبعني أي شيء. كانت لقاءاتي مع الرجال فارغة وعقيمة؛ فكنت أفضل مشاهدة الصور الداعرة وأخلق نزوات خاصة لنفسي. ولم أحاول مطلقا أن أتواجه مع مسألة انجذابي نحو الرجال، مبررا ذلك بأنه شيء "لا يمكنني تغييره". وعندما دفع التأمين الصحي تكاليف مراجعة طبية لأحد الأطباء النفسيين بسبب بعض الإجهاد في العمل، لم أذكر له كذلك أي شيء شخصي. فكنت مقتنعا: بأنه لا فائدة من التحدث مع أي شخص؛ فسوف لا يفهمني أحد، ثم إنه لا يمكنني أن أغيّر سلوكي على أية حال.
وتزوجت من أول امرأة جامَعتها. وقد أحبتني زوجتي آن وقبلت ما عرفته عني. لقد تحدثنا عن مشاعرنا الشخصية. لكن لم أتمكن من أن أبوح بسرّي لها إلا بعد مضي سنتين من زواجنا وإلا بعد استجماع كل شجاعتي لهذا الموضوع. طبعا ذُهِلَتْ زوجتي آن من فرط الدهشة. هل هذا معقول؟ وأخبرتها عن طفولتي وعن الأفكار والشهوات التي أثقلت ضميري بحملها. وأوضحت لها أنني أريد التخلص من هذه الأشياء، وقد قبلت هذا الكلام وبدا لها أمل في أن أتغيّر. لكن مع ذلك سقطتُ في لقاءات متفرقة مع رجال آخرين في أوقات متعددة، أما زوجتي فكانت تغفر لي دائما.
في ذلك الوقت رأيت كثيرا من المصابين بالانحراف الجنسي يخرجون من "سْريّتهم" ليكشفوا عن أسلوب حياتهم للأسرة والأصدقاء ويحاولون الحصول على القبول. أما أنا فكنت مفزوعا من هذا، لأني كنت متأكدا أنني لن أجد قبولا. والواقع أنني لم أرغب في القبول من صميم قلبي؛ بل كنت أريد معونة للتغلب على مشكلتي. أخيرا حكيت قصتي لقسيس علماني وثقت فيه. وقد ساعدني على استلهام القوة والعزيمة لأعلن عن موقفي ضد الجنس المثلي أمام جماعة صغيرة من الناس كنت أعرفها وأشعر أنني قريب منها. وقد صُدِمت هذه الجماعة في البداية، لكن ما لبث أفرادها أن قدموا لي دعما كبيرا، عالمين بأن كل فرد منهم لديه أيضا صراعات ضد شتى أنواع الخطايا. وكان هذا بداية طريقي إلى الشفاء، لكن مجرد بداية.
واِنضمَمْنَا لاحقا أنا وزوجتي إلى أحد مجتمعات حركة برودرهوف المسيحية Bruderhof التي تعيش مجتمعاتها حياة مسيحية مشتركة معتقدين بأننا قد وصلنا إلى مكان يمكن أن نحصل فيه على الشفاء الحقيقي وتنتهي مشاكلنا تلقائيا. وكان هذا صحيحا إلى حدّ ما، لكن في بعض الأحيان عندما كنت أشعر بالضعف والكآبة، كنت أستسلم للأفكار والنظرات الشهوانية، والتي كادت تعود بي إلى طرقي القديمة أحيانا. وصار واضحا لي أنني لا أستطيع التغلب على مشاكلي بقوتي البشرية الذاتية. لكن بالرغم من كل ذلك فقد أوهمت نفسي بالاعتقاد بأنني قادر، وأقنعت زوجتي بأنني على ما يرام. وفي تلك الأثناء كنت أحجب عني كلام يسوع المسيح بشأن النظرة الشهوانية. لكن ضميري تخدّر أكثر فأكثر. وغلظ قلبي أكثر فأكثر.
واستمرت زوجتي آن في ثقتها بي، ورزقنا الله بولدين. لكن بالرغم من هذه البركات غرقتُ أعمق وأعمق في الخطيئة. ثم حدث في أحد الأيام أن صديقا ضبطني وأنا أنظر إلى صور خليعة. وبالرغم من أنني في البداية حاولت الكذب للتخلص من الموقف، لكنني تشجّعت أخيرا لأعترف بخطيئتي، أمام كل من زوجتي وأمام الإخوة والأخوات في مجتمع أخويتنا. ولكن ماذا الآن؟ فقد أصبح "كل واحد يعرف" بحقيقتي، وتوقعت بين لحظة وأخرى أن "يطردوني من مجتمع الكنيسة". وبالرغم من عدم تغاضي أحد عن سلوكي، إلا أني لم أحس بأنني كنت مُدانْ. والرجال الذين ظننتهم أنهم سيشمئزون مني، نظروا إلي فجأة بعيني المحبة الأخوية الحقيقية. وابتدأ قلبي المتحجر يلين...
انفصلنا أنا وزوجتي آن لعدة أسابيع لكي أتمكن من العودة إلى الطريق القويم ثانية. وفي غضون هذه المرحلة ظلّت زوجتي آن أمينة على عهدها الذي قدمته بالالتزام بالكنيسة وبعلاقتنا الزوجية. لقد قالت لي فيما بعد: "عندما تزوجنا لم يكن لدينا أية فكرة عما سيواجهنا في المستقبل. لقد تعهدنا بأن نظلّ أمناء لله وللكنيسة وأحدنا للآخر، في السراء والضراء. ولم يكن لدينا أية فكرة عن الوعد الذي نعد به، لكنني متيقنة من أن هذا الوعد هو الذي سترنا. وهذا الوعد هو الذي لمّ شملنا ثانية".
وكانت آن على حق طبعا. لأنه بفضل نعمة الله وحدها، صرت قادرا على أن أرى كم كانت حاجتي شديدة إلى أن أكون نظيفا عفيفا كليا، وإلى أن أفتح قلبي بصورة واسعة وأكثر من أي وقت مضى، وإلى أن أصحّح كل فعل خاطئ أو كل موقف باطل متأصل من الماضي. لقد رأيت كيف كانت أنانيتي ترقد عند جذور مشكلتي. وأصبحت أحسّ بأن عبوديتي للظلام أخذت تزول تدريجيا.
وفي أثناء تعمُّق توبتي، كان قلبي يزداد فرحا، وكان فكري يزداد تحررا. وأخيرا عدت إلى زوجتي وأولادي. وأصبح الآن بعضنا أقرب إلى بعض كأسرة أكثر من أي وقت مضى. واللعنة التي عشت معها كل حياتي قد تحولت الآن إلى بهجة عارمة. فقد وهبني السيد المسيح نعمة الضمير الصافي – ولا توجد نعمة أعظم منها. فهي تعطيني الشجاعة لمواجهة أي شيء قد يأتي في المستقبل. وأعلم بأن الشيطان سوف يظلّ يغويني طوال أيام حياتي، لكني أعلم أيضا بأن لي سبيل لاجتياز التجربة. فبإمكاني تلقي المعونة من خارج نطاق اجتهادي وقدرتي البشرية.
أن التحرر الحقيقي ممكن لكل رجل ولكل امرأة، إلا أن الأمر متروك لنا: أنؤمن بهذه الحقيقة أم لا؟
فالمَسيحُ حَرَّرَنا لِنكونَ أحرارًا. فاثبُتوا، إذًا، ولا تَعودوا إلى نِيرِ العُبودِيَّةِ. (غلاطية 5: 1).
يجب أن تذكرنا قصة الزوجين هاورد وَ آن بأن لا نتصوّر أن النصر أمر سهل المنال وطريقه مُعبّد. لأنه قد لا يكون كذلك. فمقابل كل من أنعم الله عليه بالشفاء، هناك العشرات من الذين عليهم أن يصارعوا مع التجارب لعدة سنوات، والبعض عليه أن يصارع إلى نهاية عمره. لكن، هل يختلف الأمر عما يحدث مع باقي الناس؟ فلا يوجد الكثير من المسيحيين من الذين يشتاقون إلى التحرّر من عبودية بعض الخطايا ولم يحصلوا على نتيجة بعد صلاتهم لله. لذلك يجب علينا أن لا نشكّ أبدا في وجود أمل لكل منا للشفاء واستعادة صورة الله فينا وذلك لأننا مخلوقون على صورة الله:
فما أَولى دَمُ المَسيحِ الّذي قَدَّمَ نَفسَهُ إلى الله بالرُّوحِ الأزلِيِّ قُربانًا لا عَيبَ فيهِ، أنْ يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأعمالِ المَيِّتَةِ لِنَعبُدَّ اللهَ الحيَ. (عبرانيين 9: 14).
في نهاية المطاف، سيحررنا السيد المسيح إذا سلمنا أنفسنا له:
ورَجاؤُنا لا يَخيبُ، لأنَّ اللهَ سكَبَ مَحبَّتَهُ في قُلوبِنا بالرُّوحِ القُدُسِ الّذي وهبَهُ لنا. (رومة 5: 5).
هذا المقال مقتطف من كتاب "دعوة إلى حياة العفة والنقاوة"