Subtotal: $
Checkoutقبل أن يُحكم على ضابط الجيش الأمريكي كيفن بندرمان Kevin Binderman بالسجن لمدة 15 شهراً لرفضه العودة إلى العراق والالتحاق بوحدته العسكرية هناك، فقد قال كيفن للقاضي العسكري بأن تصرفه هذا كان بسبب الضمير وليس الاستخفاف بالواجب، جاء هذا الخبر بحسب ما نشره تقرير وكالة أنباء أسوشييتد بريس. وتردف الوكالة قائلة بأنَّ كيفن بندرمان والبالغ من العمر حوالي الـ 40، والذي يعمل كميكانيكي عسكري، قد رفض الذهاب في رحلة قتالية ثانية في كانون الثاني، مشيراً بان الدمار والمآسي التي شهدها عام 2003 خلال الاجتياح غيـّرته وجعلته ضد الحرب.
وقد كتبت زوجته مونيكا بندرمان قبل ثلاثة أسابيع قائلة:
لقد عاد كيفن مدركاً بان الحرب باطلة، وهي تمثل أشدّ انحطاط البشرية في الوجود وتشبه التصرفات الحيوانية الوحشية. لقد رأى بأم عينيه كيف الحرب تدمر المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال. وأبصر كيف الحرب تدمر الأُسر والعلاقات والبلد. وقد فطن إلى أنَّ ذلك يحدث ليس للبلد المحتل فقط بل للبلد الذي أحتل كذلك. وأدرك بان أفضل طريقة لإنقاذ الجنود هو من خلال عدم الانخراط بالحروب.
وفي يوم 28 تموز 2005 قال كيفن بندرمان في المحكمة العسكرية:
بالرغم من أنّ البعض يعتبر عملي هذا هو عمل ضد الجنود، فإني أتمنى لكل واحد من الجنود أنّ ينعموا في بلدهم ويعيشوا بسلام ويهتموا بأسرهم وتربية أبنائهم. لا أريد لأي فرد كان أن يصاب بأذى في أية ساحة قتال كانت.
غير أنَّ البنتاغون يحاول فرض سلطته لجعل القضية من نوع مختلف عن قضية حق رفض حمل السلاح بدافع الضمير - C.O.. وما كتبته مونيكا بندرمان في مطلع تموز يصح الآن أكثر من قبل، فقالت:
لقد اعتبره الجيش مذنباً... بجرائم لم يرتكبها ووضعوه في السجن... ذلك الذي هو بالحقيقة سجين (بسبب الضمير C.O.)، لشجاعته بإطاعة قانون الأخلاق.
كما تضيف:
إنَّ مواجهة الحقيقة أمر صعب، وهي مخيفة أيضاً حتى لأولئك الذين لا يخشون من مواجهتها عندما يبدءون الكلام جهاراً. قال أحد الأشخاص مرة لي بأن قضية زوجي يجب أن تحسب كقضية الأخلاق فوق القانون. وأصلّي لله ألا ينحرف هذا البلد انحرافاً طافحاً بحيث ينسى الناس الفرق بين الاثنين.
وكما يخبرنا القول الحكيم: الحقيقة هي أولى ضحايا الحرب. ولكن هناك ضحية أخرى قبلها ألا وهي... الضمير... الذي يـُخـمد بنسق مطرد في أصداء غرف صحافة البلد. وفي شبكات التلفزة، فالأصوات تبدو عادة رقيقة لكن بالحقيقة يتكلم الناس بصخب. وعلى النقيض من هذا فان الضمير الإنساني قريب من الهمس، ويصعب سماعه.
إنَّ التركيز على الضمير يجعلنا بشر، وهذا ما تفتقر إليه وسائل الإعلام. وبالرغم من كل الفروق بين الإنسان والحيوان، فقد كتب داروين: "أنَّ البعد الخلقي للضمير هو الأهم وإلى حدّ بعيد." وهذا ما يقدمه إياه لنا كيفن بندرمان، الذي هو الآن في السجن.