يقول ايبرهارد آرنولد إننا نشهد حقًّا في داخل نفوسنا قدرة الصليب على خلق حياة مشتركة، مثلما نلمس في الوقت نفسه قدرة المسيح. ولكن مع ذلك، فإننا نجد أيضًا في داخل نفوسنا كل ما يعارض الحياة المشتركة، ويجب علينا أن نكون على دراية تامة بهذه الحقيقة. فنحن ناس نشجع تارة الحياة المشتركة ونعارضها تارة أخرى. ومن المُسَلَّم به أننا كلنا ناس اجتماعيون فعلاً. ولكننا تارة اجتماعيون وتارة غير اجتماعيين. ونحن أيضًا ضعفاء وأنانيون، ويوجد فينا ذاك الصراع ما بين الثقة وعدم الثقة، حيث جميعنا يؤمن ولا يؤمن. فنثق ببعض الناس ولا نثق بآخرين. وبكلمة أخرى، نحن ممتلئون بالتناقضات، ويجب علينا أخذ هذا في الحسبان. وتجري الأمور واقعيًّا بشكل أكثر تعقيدًا. فنحن نفترض أننا لدينا انفتاح وثقة كاملتان، ولكن فجأة نكتشف أننا لسنا كذلك ... وما نميل إليه إنما هو نكران هذه الحقيقة، وكبتها؛ ولا نحبذ مواجهتها. غير أنه من الواجب علينا مواجهة حقيقة أننا نشتاط غضبًا أحيانا على الناس، ونهتاج بسبب أمر ما، ونبذل قصارى جهدنا في سبيل عدم إظهاره، إلاَّ أنه موجود. فلا يمكن للمرء أن يعيش حياة مسيحية ملتزمة بصورة واقعية ما لم يدرك حدوث هذه الحقيقة طوال الوقت.
لقد درس اِيبرهارد آرنولد Eberhard Arnold (ولادة 1883 ووفاة 1935) اللاهوت والفلسفة والتربية في مدينة بريسلاو وهالة وايرلانجن - حيث حصل على شهادة الدكتوراه في عام 1909م. وأصبح معروفًا ككاتب ومحاضر وخطيب في بلده ألمانيا. وقد كان أثناء دراسته وبعدها نشطًا في الحركة التجديدية الطلابية (المسيحية) التي اجتاحت البلد كله، بالإضافة إلى أنه أصبح سكرتيرًا للاتحاد الطلابي المسيحي الألماني. وقد شغل في عام 1916م منصب المدير لدار «فورجة» للنشر (وتعني ثلم الحقل) Furche Publishing House في العاصمة برلين ومحررًا لمجلتها الشهرية.اِقرأ سيرته الذاتية الكاملة
وقد خاب أمل كل من اِيبرهارد وزوجته ايمي Emmy، مثل الآلاف من الشباب الألمانيين، بإخفاق المؤسسات ولاسيما الكنائس في تقديم حلول للمشاكل في مجتمع البلاد خلال السنوات المضطربة في الفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى.
لذلك، وفي عام 1920م، وانطلاقًا من الرغبة الشديدة في العمل بوصايا يسوع المسيح، بدأت أسرة آرنولد بأطفالها الخمسة وبعض من الناس الآخرين من الذين كان لهم الاشتياق نفسه بالعيش حياة مسيحية مشتركة في قرية ألمانية صغيرة تدعى زانرز Sannerz، تاركين ورائهم حياة الطبقة الميسورة في مدينة برلين. واستلهموا الإرشاد والإلهام من حركة الشبيبة الألمانية آنذاك ومن حركة أنابابتست Anabaptists ومن حياة المسيحيين الأوائل. وبنوا مجتمعهم الذي كانوا ينشدوه على أساس الموعظة على الجبل. واجتذب مجتمعهم المسيحي الذي كان يعتمد على الزراعة كمصدر للرزق بالإضافة إلى دار نشر صغيرة - ولكن نشيطة – اجتذب الآلاف من الزوار، وأخذ ينمو بسرعة إلى الحركة المسيحية المعروفة اليوم باسم برودرهوفBruderhof التي تعيش جميع مجتمعاتها حياة مسيحية مشتركة.
عند قراءة هذه المجموعة المختارة من كتابات ايبرهارد يتذكر المرء أعمال الرسل الأولية... ويعلن آرنولد عن ضرورة أن نحيا الآن بحسب قيم ملكوت الله. فلا يوجد أفضل من هذا التقديم التعريفي لأفكار وروحية نبي زماننا المعاصر.
روبرت ايلسبيري Robert Ellsberg من مكتبة Orbis Books
نحن في أمس الحاجة إلى شهادة ايبرهارد آرنولد لتصحيح الكنيسة في أمريكا (وفي العالم) التي فقدت الرابط الحيوي الكتابي الرئيسي الذي يربط بين الإيمان والطاعة... ويبيّن لنا شكل طريق المسيح في زماننا المعاصر.
جيم واليس Jim Wallis من مجلة Sojourners
إنّ القوة التي في كتابات آرنولد والتي لا يمكن نكرانها تكمن في حقيقة عدم وجود أي فرق بين ما يعلنه من أيمان وبين أسلوب الحياة التي عاشها. فهذا يعطي لكلامه صدىً وعمقا وحقّا لسماعه.
جولي لويش ويلي Juli Loesch Wiley موقع New Oxford Review
كتابات ايبرهارد آرنولد لديها رؤى بسيطة ومستنيرة ومباشرة بحيث أصبحتُ أنسبها إليه بصورة تلقائية. فهي متجذّرة تماما بالمسيحية التبشيرية الخالصة وتؤثر فيّ بالصميم. وهي تهزّ كيان الإنسان نحو التوبة والتجديد. وأنا ممنون لها كثيرا جدا.
توماس مرتون Tomas Merton أشهر كاتب كاثوليكي في القرن العشرين
إنّ ما يرمي إليه الله على مدى التاريخ هو إقامة مجتمع شامل للناس مع المسيح ليكون لهم مصدر قوة وعزيمة وأكثر سكان المجتمع تمجيدا... ورؤية ايبرهارد آرنولد تجسّد مجتمعا كهذا.
ريتشارد فوستر Richard Foster مؤلف كتاب Celebration of Discipline
فضح هذا الكتاب فكري حول موضوع العنف ووسع مداركي بشأنه، وكذلك بشأن موضوع التعامل مع الممتلكات والحرب والحكومات ولاسيما الإسخاتولوجيا المسيحية Eschatology (وهي أحداث مستقبلية متوقعة في النصوص المقدسة).
وليام سترينج فيلو William Stringfellow مؤلف كتاب Free in Obedience
إنّ القوة التي لا يمكن إنكارها لكتابات ايبرهارد آرنولد تعود إلى حقيقة أنه لا يوجد فرق على الإطلاق بين ما أعلنه من إيمان وبين أسلوب حياته . وهذا يعطي لكلماته صدىً وعمقا، واستحقاقا لسماعه . وبفضل كلامه الصريح ومواجهة تحديات الحياة المليئة بالاضطراب التي عاشها بأمانة، يمكننا جميعا أن نشعر بالامتنان لشهادته .
جولي لويش Juli Loesch New Oxford Review مجلة مسيحية أمريكية
تتميز كتابات ايبرهارد آرنولد بوحيها البسيط والخالص والصريح فيما يخص تلك الأمور التي أصبحتُ أربطها باسمه، ولديها المصداقية للمسيحية التبشيرية الصحيحة، وتمسّني في الصميم. وتحرِّكني روحيّا لأتوب وأتجدد . فأنا ممنون لها جدا .
توماس ميرتون Thomas Merton من أشهر الكتّاب المسيحيين في القرن الميلادي العشرين