Subtotal: $
Checkoutيلفت الكتاب أنظارنا إلى ملكوت الله لنستقي منه الإلهام، فيثمر حياة مسيحية مشتركة ينضمُّ إليها الإنسان بإرادته وقناعته، ليحيا حياة التكريس المؤبد للمسيح والكنيسة، وتجسيد الملكوت على الأرض مع مسيحيين آخرين. فالحياة المشتركة ثمرة المحبة، والمحبة ثمرة الإيمان المسيحي. إذ يشهد التعاون والتظافر فيما بين الإخوة والأخوات للوحدة المسيحية. والعالم في أمس الحاجة إليها. والكتاب مُتاح مجانًا بتنسيقات إلكترونية متعددة، أمَّا إذا رغبتم في الحصول على نسخة ورقية منه فنُرحِّب بتبرُّع بسيط لتغطية تكاليف الطباعة والشحن من على رابطنا الدولي للتبرُّع في أسفل الصفحة.
جميع الثورات، وجميع الحركات المجتمعية والمثالية أو ذات التوجه الإصلاحي، تجبرنا باستمرار على إدراك شيء واحد فقط قادر على إحياء إيماننا بالخير ألا وهو: ضرورة تقديم مثال حيّ واضح من الأفعال الملموسة المولودة من الحقّ، عندما تتّحد الأقوال والأفعال في ظلِّ الله. ولدينا سلاح واحد فقط لمحاربة الفساد الموجود اليوم – وهو سلاح الروح القدس، الذي هو عبارة عن عمل بنّاء يحصل في الجماعة التي تسود علاقاتها المحبة الأخوية. ونحن لا نؤمن بمحبة عاطفية على صعيد المشاعر فقط، أيْ بمعنى محبة بدون أفعال وعمل. ولا نؤمن أيضا بتفانٍ في عمل فعلي إذا لم يقدِّم برهانا يوميا عن علاقات صادقة وحميمة فيما بين الذين يشتغلون معا: علاقات مصدرها الروح القدس. فمحبة العمل شأنها شأن عمل المحبة، فإنها من فضل الروح القدس وحده. فإنّ المحبة الآتية من الروح القدس هي عمل.
وعندما يتعاون العاملون والعاملات طواعية على نبذ ما في داخلهم من تعنُّت أو انعزالية أو مُلكيّة خاصة، يصبح تحالفهم كمؤشر يؤشر إلى الوحدة النهائية لجميع الناس، القائمة على محبة الله وقدرة ملكوته الآتي. فإنّ الإرادة التي تسعى إلى تجسيد ملكوت السلام هذا، الذي يريد أن يضمّ جميع الناس، كروحية الإخاء الخالية من الظنون والضغائن في أماكن العمل على سبيل المثال، إنما هي مصدرها الله. فالعمل كالروح والروح كالعمل – فهذه هي الطبيعة الأساسية لنظام السلام المستقبلي، التي تأتينا في المسيح. فالعمل وحده يجعل العيش في الحياة المشتركة ممكنا، لأن العمل يعني الفرح بالكدّ والتعب في سبيل الخير المشترك، ويعني أيضا الفرح بشركة أولئك الذين نناضل معهم. ولا يوهَب لنا هذا الفرح، إلّا عندما نحافظ على علاقة مُكرّسة لكل ما هو أبديّ، حتى لو كنا نقوم بأكثر المهام الوضيعة – ولا يوهَب لنا هذا الفرح، إلّا عندما ندرك أن كل ما هو ماديّ وأرضي هو في ذات الوقت مُكرَّس للمستقبل الإلهي.
يجب أن نعيش الحياة المشتركة لأن الناس في زماننا المعاصر لديهم اشتياق إلى الحياة الأخوية التي لا يملكون صورة واضحة المعالم عنها، ولا يدرون كيف يعيشونها ولا يدرون ما الأساس الذي يجب أن تقوم عليه. فلذلك يريدنا الله أن نعيش الحياة المشتركة كإجابة لهذه الحاجة الماسة في العالم، من خلال تقديم حلّ عمليّ شافٍ وواضح المعالم للإيمان المسيحي.