إن كتابات الكاتب يعقوب يوسف لا تنبع من فراغ أو من كلام نظري بل من تجارب حياتية حقيقية عاشها ومرّ بها هو شخصيا، لاسيما المعاناة في الشرق الأوسط، وتحديدا في الدول العربية. وباعتباره عراقيا، فإن ما تمر به الأمة في هذه الأيام، وحتى العالم أجمع، له وقع خاص في كتاباته. أما أسلوب حياته فيشهد لاشتياقه إلى العدل والإخاء. فهو عضو في الحركة المجتمعية المسالمة الدولية وغير الحكومية برودرهوف Bruderhof منذ سنوات خلت.اِقرأ سيرته الذاتية الكاملة
ويؤمن بأن المقصود من الوجود هو أن يعيش الإنسان بمحبة وإخاء مع بقية الناس وذلك بالتزام الإنسان بخدمة أخيه الإنسان، وبمقاسمة خيرات الأرض معه. فلم يخلق الله منذ البداية أموال وأملاك خاصة، ولا بنوك وأرصدة شخصية بل دعا الإنسان إلى أن يعمل ويشتغل ويبني الأرض من باب المحبة الأخوية لا غير. لكن أدرك الكاتب يعقوب أن الإنسان عاجز عن فعل ذلك من دون عون الله.
وهذا فتح مجالا واسعا أمامه للبحث عن إرادة الله وفكره. وقاده بحثه إلى استنتاج وجداني مفاده أن الخضوع لإرادة الله تتضمن الانكسار الروحي الكامل لجلالته، وعلى صعيد يومي. بالإضافة إلى أنه يتطلب التضحيات واسترخاص كل غالٍ ونفيس. فطريق الرب ما هو كلام في كلام. غير أنه رأى أيضا أن الخضوع لله يتطلب حتى إقرار الشخص بضعفه البشري، وبحاجته الماسة إلى نعمة الغفران الإلهية.
وبهذا عرف أن جذور جميع مشاكل العالم كامنة بالحقيقة في داخل الإنسان نفسه. فما لم يعالج الإنسان داخله فلا يمكن إصلاح عالمه الخارجي. الأمر الذي جعله يتواضع ولا يدين أو يستعلي على الآخرين مهما كانوا، لأن عنده أمل باحتمالية توبة أي شخص كان في يوم ما.
بالإضافة إلى أنه لمس التحرر والفرح عند الانكسار لله، وعند الشروع بالحياة الجديدة التي يهبها السيد المسيح لكل من يشتاق قلبه إلى حياة المحبة الأخوية والسلام وخدمة حاجات إخوانه البشر، ولكل من يشتاق قلبه إلى تجسيد مبادئ ملكوت الله على الأرض.
ولقراءة السيرة الذاتية الكاملة للكاتب اِقرأ كتابه «غَمَدْتُ سَيْفِي».