My Account Sign Out
My Account
A bonfire in the evening by a lake

لماذا لا نغفر؟

مَنْ الأقوى: آلمسامح أم المنتقم؟

بقلم المهندس ماهر عبد الأحد

29 نوفمبر. 2024
1 تعليقات
1 تعليقات
1 تعليقات
    أرسِل
  • جاكلين فريد

    نعمة وسلام المسيح شكرا على مقالة لماذا لا نغفر؟ لقد سمعت عظة في الكنيسة الرسولية بمدينتنا، أن الشخص الذى لا يغفر لا يسمع الله صلاته ولا يغفر الله له خطاياه. عدم الغفران يسبب المرض والفشل ويكون حوله معذبين والضغوط والعقم تصحب معك عدوك في كل مكان حتى عند الترفيه في فكرك. وأرجو أن تصلوا معي من اجل كل الذين لا يستطيعون أن يغفروا. شكرا لكم والرب معكم

لماذا نغفر؟ لأسباب واضحة، سؤال يراود كل إنسان في كل يوم، وذلك لأن الإنسان لا يمكنه أن يعيش لوحده بل يتحتم عليه مشاركة/اقتسام الحياة مع الآخرين. ولأننا جميعًا خطأة، أي غير كاملين، فبالتأكيد سيكون هناك «احتكاك» بعضنا مع بعض، على مختلف الأصعدة والمستويات. الأمر الذي يضعنا في كل موقف أمام مفترق طرق: أنسامح ونتنازل عن حقنا أم نطالب بحقنا ونرد الاعتبار بأيِّ وسيلة/ثمن كان؟

أمَّا الشيء الرائع في كتاب «لماذا نغفر؟» فإنه لا يعطي النصائح أو الحلول الجاهزة لهذا السؤال الجوهري، بل يسرد العديد من القصص والمواقف الحقيقية لأناس عايشوا مواجهة مواقف في حياتهم. فاختار قسم منهم أن يسامح ويشاركنا بخبرته قبل وبعد اختياره للمسامحة/الغفران للشخص المتعدي، في حين لم يتمكن القسم الآخر من اتخاذ قرار بمسامحة الطرف الآخر، ويشاركنا بخبرته كيف استمر في حياته الشعور بالرغبة في الانتقام، وكيف أن هذا الشعور صار ينخر في حياته كما تأكل النار الحطب!

فيحاول هذا الكتاب بهذه الطريقة أن يساعدنا على أن نكتشف بأنفسنا الجواب لهذا السؤال: أنغفر أم لا؟ ويساعدنا على أن نجيب على السؤال الذي عادة ما يكون المفتاح لقرارنا في المسامحة، وهو: مَنْ الأقوى: آلمسامح أم المنتقم؟

وهناك خيط واحد يربط معظم، إن لم يكن جميع، القصص في هذا الكتاب، بالأخص القصص والاختبارات التي عاشها ولا يزال يعيشها الشعبان اليهودي والفلسطيني، وهذا الخيط هو أننا جميعنا عبارة عن «ضحايا الضحايا.»

أي أن الشعب اليهودي كان ضحية قسوة النازية، الذي أنتج التطرف الإسرائيلي. والشعب الفلسطيني ضحية قسوة التطرف الإسرائيلي، الذي أنتج التطرف الفلسطيني/الإسلامي.

واليوم العديد من الناس/الشعوب هم ضحية التطرف الإسلامي... وهكذا

كما يحصل اليوم في سوريا والعراق واليمن وليبيا... حيث العديد من حالات التعدي وسلب الحقوق والقتل التي أنشأت جيلاً بأكمله من الضحايا لضحايا العنف والتطرف الناتج بسبب أجيال من البشر الذين لم يتعلموا الغفران.

فما لم يبادر شخص شجاع ويقوم بكسر هذه الحلقة المفرغة من «دماء تطلب دماء» واتخاذ قرار شجاع بالمسامحة والغفران لِمَنْ كان هو المبتدأ بالتعدي، فسوف يستمر «حجر الرَّحى» هذا بطحن الناس جيل بعد جيل، وإنتاج أجيال من الضحايا الراغبين في الانتقام لينتجوا ضحايا آخرين.

أمَّا يسوع المسيح، فهو الوحيد الذي أعطى الجواب/الحل لهذه المعضلة عندما نادى بالغفران المجاني المُقدَّم من قِبَل أبينا السماوي؛ ولكن هذا الغفران وإن كان مجانيًّا إلاَّ أنه مشروط بشرط واحد: الله/أبونا السماوي مستعد ليغفر لنا «جميع» تقصيراتنا بشرط أن نكون نحن مستعدين لنغفر لِمَنْ أساء إلينا، والتحرُّر من الشعور بالتقصير تجاه أنفسنا والآخرين.

فإذا قررنا أن لا نغفر للآخرين تقصيرهم تجاهنا، فقدنا هذا الامتياز بالحصول على غفران مجاني لجميع ما اقترفناه من تعديات كل أيام حياتنا، وسوف يبقى الشعور بإدانة الذات أو الآخرين يراودنا كل أيام حياتنا، وسوف نعيش الجحيم على الأرض!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: مَنْ المستفيد من عملية الغفران، آلشخص الذي يَغفر أم الشخص الذي يُغفر له؟

وكما قال أحد الفلاسفة المسيحيين: «يشبه عدم الغفران شخصًا يشرب السُّمَّ كل يوم، ويتمنى أن يموت الشخص الآخر!»

وصلاتي أن يساعدنا هذا الكتاب على اكتشاف البلسم لشفاء أنفسنا من مرض فتاك اسمه «عدم الغفران»، وبدلاً من أن نسأل: «لماذا نغفر؟» نقول: «لماذا لا نغفر؟»

هذه المقالة هي المقدمة لكتاب «لماذا نغفر؟»

A bonfire at night by a lake
مساهمة من المهندس ماهر عبد الأحد

مؤسس منظمة الرجاء والسلم للحقوق المدنية في العراق منذ عام 2004م. ومنسق حملة «قوة المسامحة» في أربيل عام 2012م.

1 تعليقات