Subtotal: $
Checkoutالحياة الروحية
مسيرة التغيير الروحي في مدرسة يسوع المسيح
بقلم هاينريش آرنولد J. Heinrich Arnold
25 يناير. 2024
عندما يتأمل المرء الملايين من الذين يسمون أنفسهم مسيحيين، فإنّ الانطباع الرئيس الذي يحصل عليه، هو أن الديانة المسيحية في زمننا الحاضر مقتصرة على الذهاب إلى الكنيسة أيام الآحاد. وأنا أعرف أن هناك حالات استثنائية، ولكن لنكن واقعيين: ليس لدى رعاة الكنائس إلّا القليل جدا لما يقولونه للشباب – فقد ضجر هؤلاء الشباب من القداديس والوعظ البعيد عن الحياة العملية الملموسة. لذلك تراهم يلجؤون إلى أشياء أخرى. ورغم ذلك، يدرك الناس بأن هناك شيئا غير صحيح في حياتهم الروحية، ولكنهم لا يعرفون بالضبط ما هو. وإنهم في الواقع يبحثون عن مساعدة لحلّ مشاكلهم الروحية، وغالبا ما يلجؤون إلى طبيب نفسي وليس إلى قسيس أو كاهن رعيّة كنيستهم. وإن كان صحيحا أن كل شيء يتغير بتغيُّر الإنسان الداخلي أولا، فإنّ ذلك التغيُّر يحصل بفضل الله لا البشر.
لقد علّمنا المسيح بأنه ينبغي حدوث تغيير كامل في كل إنسان، وبأن هذا التغيير يستلزم أن يبدأ في كياننا الداخلي. وقد علّم الرسول بطرس وبقية الرسل الناس الشيء نفسه في يوم الخمسين.footnote فبعد أن خطب بطرس الرسول في الجموع غير المسيحية المحتشدة أمام المنزل، وَخَزَتهم قلوبهم، فسألوا بطرس: «ماذا يَجبُ علَينا أنْ نَعمَلَ، أيُّها الإخوةُ؟» فقال: «تُوبوا وليَتعَمَّدْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم باَسمِ يَسوعَ المَسيحِ.» (أعمال 2: 37-38) وعندما استجابوا لكلام بطرس، امتد التغيير الذي حصل في داخلهم ليشمل المجالات العملية والاقتصادية من حياتهم، بحيث أنهم وضعوا كل شيء عند أقدام الرسل، ولم يعودوا يملكون أي شيء بعد. فتخلّى كل فرد فيهم عن ممتلكاته طوعا. وبما أن كل واحد منهم شارك كل شيء له مع الآخرين، فلم يكن بينهم محتاج.
إننا نؤمن في عصرنا الحاضر أيضا بمجتمع جديد مثل هذا، الذي لا يأتي إلى حيز الوجود إلّا عن طريق التغيير الداخلي، الذي يبدأ في كياننا أولا. وعندما يدخل الله إلى حياتنا الروحية، سوف يؤثر التغيير الذي يأتي به على حياتنا الخارجية أيضا. وإذا كان إيماننا المسيحي مجرد ديانة للصلاة صباح يوم الأحد، فسوف يبقى سطحيّا وفارغا.
ماذا نعني عندما نقول: إنّ الإنسان مخلوق على صورة الله؟ عندما نفخ الله الروح في الإنسان الأول، فإنه وهب فرصة لكل إنسان، لكي يتذوّق الغنى الموجود في قلب الله، مثل: المحبة والفرح، والدعابة والغضب، والألم والنقاوة والوِفاق. وبما أن كل هذه الأمور مألوفة لدينا، فيمكننا أن نرى شيئا من الله فينا – رغم أن هذا الشيء يبدو مُشوّها في أغلب الأحيان.
يحتفظ الأطفال بأنقى صورة لله. أما نحن البالغين، فغالبا ما نعيش حياة تافهة جدا، ونفوسنا زهيدة جدا؛ فلا يتمحور تفكيرنا إلّا حول أنفسنا ولا علاقة له بالله. غير أننا خُلِقنا لأكثر من هذا. ورغم ذلك، لا أعتقد أن أي واحد مِنّا قد عاش بالكامل، ثراء الروح والنفس والقلب الذي خلقه الله لنا لنتمتع به. ومع ذلك، وباعتبارنا أولاد الله، فقد أتاح لنا أن نعيش هذه الأمور الثريّة، بينما لا يمكن لأي مخلوق آخر أن يفعل ذلك. وإنّ الله يحبنا كثيرا، لدرجة أنه أرسل ابنه الوحيد لخلاصنا. وقال بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، إنّ الكنيسة سوف تدين الملائكةfootnote . (1 كورنثوس 6: 3) وينبغي أن يعطينا هذا فكرة عن المعنى العميق لدعوتنا، ومعنى أننا خُلِقنا على صورة الله.
لقد خلق الله السماوات والأرض، وجميع كواكب الكون. وخلق شيئا آخر أيضا، شيئا غامضا جدا، ألا وهو: روح الإنسان. فقد خلق الله هذه الروح ووضعها فينا، لأنه يريد أن يعيش فينا. ويقول الكتاب المقدس، إنّ الله لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أعمال 17: 24) – يجب أن نكون نحن بأنفسنا هياكل له. (1 كورنثوس 6: 19)
اِعتاد والدي أن يقول لنا، إنّ الغباء أعظم خطيئة. ولم يقصد بذلك التفكير البسيط، بل كان يقصد الفتور الروحي: أي بمعنى الضمير الميت، الذي لا نستمع فيه إلى صوت الله في قلوبنا.
لا يوجد في يومنا الحاضر الكثير من الناس، الذين لديهم فكرة عن ثروات قلب الإنسان. فقلوبنا مخلوقة لكي تشهد أشياء عظيمة؛ فليس لدى معظمنا أية فكرة عما يمكن حدوثه في حياتنا، لو رغبنا في التغلب على غبائنا وفتورنا الروحي. ويقول بولس الرسول في صلاته:
وأتوَسَّلُ إلَيهِ أنْ يُقَوِّيَ بِروحِهِ على مِقدارِ غِنى مَجدِﮦِ الإنسانَ الباطِنَ فيكُم، وأنْ يَسكُنَ المَسيحُ في قُلوبِكُم بالإيمانِ، حتّى إذا تَأَصَّلتُم ورَسَختُم في المَحبَّةِ، أمكَنَكُم في كُلِّ شيءٍ أنْ تُدرِكوا معَ جميعِ القِدِّيسينَ ما هوَ العَرْضُ والطُّولُ والعُلُوُّ والعُمقُ، وتَعرِفوا مَحبَّةَ المَسيحِ الّتي تَفوقُ كُلَّ مَعرِفَةٍ، فتَمتَلِئوا بِكُلِّ ما في اللهِ مِنْ مِلءٍ. (أفسس 3: 16–19)
لو أردنا أن نفهم هذا المقطع، فهمنا الإنجيل كله. فنحن غير ممتلئين بكل ملء الله، ولم نبلغ ملئه كله، وسنكون مغرورين لو اعتقدنا ذلك. غير أن صلاة بولس الرسول المذكورة أعلاه، يجب أن توقظنا وتصبح مصدر إلهام لنا!
قال الله لشعب إسرائيل: «أميلوا آذانَكُم وتعالَوا إليَ. اسمعوا فتَحيا نُفوسُكُم!» (إشعيا 55: 3) فمن المهم جدا أن يكون الإنسان قادرا على الالتفات إلى الله بكل كيانه، وأن يؤمن بأن الله سوف يتكلّم إليه. ويتوقف كل شيء على طلبنا منه أن يتحدث إلينا، فإما نطلب ذلك وإما لا نطلبه. ولو لم نسمع أي ردّ من الله لفترة طويلة، فقد يكون ذلك بسبب وجود شيء عارض بيننا وبين السماء – فربما تنقصنا المحبة لأخينا الإنسان، أو أننا على خلاف مع شركاء حياتنا. ولو كان هذا حالنا، سيكون انتظارنا لاستجابة الله بلا جدوى.
ولا يمكننا طبعا أن نتوقع أن يستجيب الله لطلباتنا بعد مجرد خمس دقائق من الصمت. فتأمّلوا كم كان على يسوع المسيح نفسه أن ينتظر في بعض الأحيان، لكي يستجيب أبوه السماوي له! غير أنه كلما زاد انتماء حياتنا للمسيح، وتعمَّقت علاقتنا معه، كانت استجابته لنا أسرع، وإمكانية استعمالنا لمهامه أسرع، لأنه سيعلم بوجود شخص مستعد تماما له، وموجود رهن إشارته.
من رسالة: لقد أكد اللاهوتي الألماني مايستر اِيكهارت footnote على أهمية القلب الذي يسمع. ويعني بذلك قلب يستمع لله وحده. وقال اِيكهارت أن الله لا يريد أكثر من قلب يفصل نفسه بهدوء عن كل شيء، ويلجأ إلى الله ليصغي إليه. ويعني هذا فصل النفس عن حب المال أو النجاسة الجنسية أو الشماتة بالناس أو الخُبث؛ وأيضا عن الكذب والظنّ والكراهية؛ وعن الأرواح الدنيوية، وعن كل الأرواح الأخرى الغريبة على الله.
عندما يكون الناس أصحاء وسعداء، أو عندما يكون وضعهم الاقتصادي مستقرا، يصبحون على الأكثر فاترين روحيّا. وربما يُسَلِّمون لله بعض الأشياء التي يرون أنها غير سليمة فيهم – مثل الأشياء التي تعذّبهم أو التي تسبب لهم الصراع. ورغم أن هذه الأشياء تدفعهم إلى الصلاة، إلّا أنهم مع ذلك يحتفظون بإنسانهم الداخلي لنفسهم فقط.
وحقيقة الأمر أننا عندما نلتجئ إلى الله في أوقات الشدة، حتى لو كان ذلك في بعض الأحيان فقط، فإنّ ذلك يبيّن لنا أن صميم كياننا الباطني جائع ومتعطش له فعلا. فيجب أن نضع مخاوفنا أمام الله؛ ويجب أن نضع أمراضنا وعذابنا أمامه، ولكن هذا لا يكفي. فيجب أن نُقدِّم له إنساننا الداخلي، القلب والروح. وعندما نتواضع أمامه بهذا الأسلوب، ونُسَلِّم أنفسنا كليّا له – وعندما نتوقف عن العناد في تسليم إنساننا بأكمله، وشخصيتنا بأكملها – حينئذ يتمكن الله من مساعدتنا، أولا عن طريق جعلنا نشعر بالإفلاس الروحي، لكي ندرك حاجتنا إلى معونته، ومن ثم يقوم بملئنا بالحياة الحقيقية.
من رسالة: ينبغي أن يكون الشيء الرئيس لديك هو إدراك عظمة الله والحياة في سبيله. فحاول قراءة الكتاب المقدس – إصحاح أو ثلاثة إصحاحات كل يوم على الأقل. فسوف يفتح هذا عينيك على مدى عظمة الرب «يَهْوَﮦ» رب الجنود. وسوف ترى بعد ذلك مدى صغر البحث عن السعادة الشخصية.
من رسالة: عندما يحرّضك الشيطان على كراهية الآخرين، أنصحك بأن تحافظ على الهدوء الروحي في داخلك. فأنت تعلم بأنك لا تريد هذه الكراهية في صميم قلبك.
ويمكنني أن أفهم مدى التعاسة التي تحسّ بها. ولكن حاول، رغم ذلك، أن تحافظ على هدؤك الداخلي بصورة كاملة. ولو ساورتك الشكوك باستمرار بشأن إيمانك هذا، فآمن بأن الله يحبك ويريد مساعدتك. حينئذ سيتم التغلب على مخاوفك تدريجيا.
لو حاولتَ مقاومة مشاعرك السلبية بمشاعر أخرى مضادة لمعالجة الموقف، لن تحصل على شيء سوى حيرة أكبر. فلا يمكنك إصلاح مشاعرك بنفسك، وإنما يمكنك التوكل على الله في هذا: لأنه يعلم ما في أعماق قلبك، وهو قادر على إصلاحك. فآمن به وحده.
من رسالة: أنت تسأل عن كيفية الحصول على الهدوء الروحي. فأنصحك بأن تتذكّر وصية يسوع المسيح عن الصلاة؛ فهي مهمة جدا: «وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.» (متى 6: 6) فلو فصلت ذاتك عن مشاعرك، وعن الإثارة الموجودة في حياتك، وطلبت الله أثناء هذا الانفصال عن الذات، فسوف يجازيك سلام القلب والهدوء الروحي.
من رسالة: إنّ الصلاة الطويلة ليست فعالة دائما، حتى أن يسوع يحذرنا منها. وهي عادة ما تكون وثنية أكثر منها مسيحية.
اِجعل صلواتك أكثر حيوية! ولكن لا تُكْرِﮦ نفسك عليها – فلتأتِ من تلقاء ذاتها. وعندما تصبح الصلاة مسألة حيّة لديك، تَشُبُّ نار الروح القدس في داخلك، وتبعث فيك الحياة!
من رسالة: لا يمكننا أن نحيا دون صلاة شخصية. فنحن بحاجة إلى الصلاة بقدر حاجتنا إلى الماء. وكلنا بحاجة إلى أوقات من الهدوء أمام الله. ويقول يسوع بوضوح إننا ينبغي أن لا نجعل من صلواتنا استعراضا؛ (متى 6: 1-6) فينبغي أن نغلق بابنا عندما نصلّي، وأن لا نتحدث عن صلاتنا. ورغم أن الصلاة الشخصية تكون خفية، إلّا أنها ضرورية للغاية، وبالأهمية نفسها التي لصلاة الجماعة للكنيسة كلها.
نميل نحن البشر بأن لا نصلّي إلّا لأجل ما نريده نحن، ولا نفكر كثيرا بما يريده الله مِنّا في تلك اللحظة المعينة. وأعتقد أحيانا أن الله يستجيب لصلواتنا عاجلا، لو كانت موجهة بصفة خاصة لفعل مشيئته، ولو كانت قلوبنا تتأثر بالروح الصالح لكي نسأل الله عما يريده. ودعوني أضعها في أسلوب آخر: إنّ الله يحتاج إلينا كل يوم – فهو يحتاج إلى ناس للعمل بإرادته – لذلك ينبغي أن لا نصلّي لأجل ما نريده نحن، وإنما نطلب منه القوة لكي نفعل ما يريده هو.
يحتاج الله إلى ناس يصلّون لأجل أن تتم مشيئته؛ وإذا لم يكن هناك من له رغبة في ذلك، لاضطر الله إلى ترك عمله على الأرض غير مكتمل. أما إذا كان هناك أشخاص يرفعون أذرعهم إليه في شوق، ويطلبون ويسعون إلى العمل بمشيئته، فيستطيع الله عندئذ أن يفعل شيئا في هذا العالم. ومن الخطأ أن نعتقد بأن كل شيء يأتي من تلقاء نفسه، وبأننا لا نحتاج إلى عمل أي شيء. فقد علّمنا يسوع أن نصلّي لأجل أن تتم مشيئة الله هنا على الأرض، كما هي في السماء. (متى 6: 10)
يجب علينا أن نصلّي أيضا لأجل أن تتحقق مشيئة الله في حياتنا الشخصية. فيجب أن نلتجئ لله يوميا، ونطلب منه تجديد قلوبنا. لأن الشرير يحاول مرارا وتكرارا أن يقودنا إلى السير في الطريق الخاطئ. ويجب أن لا نصلّي لأجل أنفسنا فحسب؛ بل يجب علينا أن نصلّي لأجل العالم كله – لأجل البشرية جمعاء وجميع الشعوب.
من رسالة: توجد صلاة باطلة – أي بمعنى صلاة مكابرة. فلو كانت النيّة التي نصلّي لأجلها متطابقة مع مشيئة يسوع المسيح، كانت الصلاة صحيحة. وإذا كانت الصلاة غير ممزوجة بالرغبات الذاتية، أو التمجيد الشخصي، كانت صحيحة وغير باطلة.
إنّ رفع الطلبات الأنانية باسم يسوع أمر غريب كليا بالنسبة إلى المسيح، كأن يتمنى المرء حياة مهنية ناجحة، أو الحصول على ألف دولار. وعندما قال يسوع: «وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ،» فكان يقصد أن نسأله كل ما يمجد الآب والابن. (يوحنا 14: 13)
نحتاج في صلواتنا إلى الاستماع إلى روح الله. فإنّ الذي يريد الله قوله لنا، له أهمية أعظم مما نريد أن نقول له. لذلك فإنّ الهدوء المشترك أثناء الصلاة الجماعية، المقرون بالإيمان بأن الله يريد مخاطبة قلب كل واحد مِنّا، سيكون مفيدا لنا.
يجب أن نؤمن دائما بأن صلواتنا ستُستجاب، حتى لو لم يحصل ذلك فورا. فقد صلّى دانيال بحرارة إلى الله لعدة أيام لمغفرة ذنوبه، ولمغفرة خطايا شعب إسرائيل، ولكنه لم يتلقَّ أي جواب لمدة ثلاثة أسابيع. ثم ظهر له ملاك الرب في رؤيا وقال له:
لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ، فَمُنْذُ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي عَزَمْتَ فِيهِ عَلَى الْفَهْمِ، وَتَذَلَّلْتَ أَمَامَ إِلَهِكَ، سُمِعَتْ تَضَرُّعَاتُكَ، وَهَا أَنَا جِئْتُ تَلْبِيَةً لَهَا. غَيْرَ أَنَّ رَئِيسَ مَمْلَكَةِ فَارِسَ قَاوَمَنِي وَاحِداً وَعِشْرِينَ يَوْماً. فَأَقْبَلَ مِيخَائِيلُ، أَحَدُ كِبَارِ الرُّؤَسَاءِ لِمَعُونَتِي. (دانيال 10: 12–13)
فنرى أن الله قد سمع فعلا صلاة دانيال منذ البداية، وأرسل ملاكه ليقدم المعونة. إلّا أن قوى الظلمة (المتمثلة برئيس مملكة فارس) جعلت من الأمر صعبا على الملاك ليخترق حصونها، غير أن الملاك تمكّن من اختراق حصون قوى الظلمة ومساعدة دانيال.
وفي يومنا الحاضر، رغم انتصار الصليب، إلّا أن قوى الظلمة لا تزال تعمل. وربما لا تُستجاب صلواتنا على الفور في أغلب الأحيان، مثل صلوات دانيال. إلّا أن الله يسمعها. فعلينا أن نؤمن بهذا إيمانا راسخا.
من رسالة: سَلِّمْ كل شيء ليسوع المسيح. وكلما سلَّمتَ أكثر، زاد امتلاؤك من روحه القدوس. فلا تيأس لو كنتَ تشعر بجفاف روحي، لأن كل المسيحيين – حتى لو كانوا من أكثر المسيحيين إخلاصا – يمرّون بأوقات من الجفاف الروحي، التي يريد الله أن يختبرهم من خلالها، ولكنه يغمرهم بعد ذلك بحبه الكبير.
هذه المقالة مقتطفة من كتاب «التلمذة للمسيح»
هوامش
- يوم الخمسين أو يوم العَنصَرة هو يوم حلول الروح القدس على جماعة الرسل والتلاميذ وانبثاق الكنيسة الرسولية الأولى بعد خمسين يوما من قيامة المسيح. راجع سفر أعمال الرسل 2: 1–47
- الملائكة الأشرار
- مايستر اِيكهارت Meister Eckhart (ولادة 1260 – وفاة 1328م) لاهوتي وفيلسوف ألماني ومن الآباء الروحانيين الذي كان له الكثير من الكتابات المفيدة بشأن العلاقة مع الله.
جاكلين فريد
شكرا على مقالة الحياة الروحية...فعلا مقالة عميقة ومن أرض الواقع زى ما يكون الكاتب عايش معانا هنا فى مدينتنا في مصر. أو زى ما يكون عارف بنصلى نقول إيه ونطلب إيه. الكلام ده بيطلع من رجال الله الذين لهم علاقة قوية به مملؤين من روحه القدوس الرب معكم وسلامنا للجميع.